نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 127
عن سعيد بن جبير أَنه قرأَها : وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها ؛ فسئل عنها فقال : عَزْمٌ عليها . وقال أَبو إسحق في قوله تعالى : وحرامٌ على قرية أَهلكناها ؛ يحتاج هذا إلى تَبْيين فإنه لم يُبَيَّنْ ، قال : وهو ، والله أَعلم ، أَن الله عز وجل لما قال : فلا كُفْرانَ لسعيه إنا له كاتبون ، أَعْلَمنا أَنه قد حَرَّمَ أعمال الكفار ، فالمعنى حَرامٌ على قرية أَهلكناها أَن يُتَقَبَّل منهم عَمَلٌ ، لأَنهم لا يرجعون أَي لا يتوبون ؛ وروي أَيضاً عن ابن عباس أَنه قال في قوله : وحِرْمٌ على قرية أَهلكناها ، قال : واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنه لا يرجع منهم راجع أَي لا يتوب منهم تائب ؛ قال الأَزهري : وهذا يؤيد ما قاله الزجاج ، وروى الفراء بإسناده عن ابن عباس : وحِرْمٌ ؛ قال الكسائي : أَي واجب ، قال ابن بري : إنما تَأَوَّلَ الكسائي وحَرامٌ في الآية بمعنى واجب ، لتسلم له لا من الزيادة فيصير المعنى عند واجبٌ على قرية أَهلكناها أَنهم لا يرجعون ، ومن جعل حَراماً بمعنى المنع جعل لا زائدة تقديره وحَرامٌ على قرية أَهلكناها أَنهم يرجعون ، وتأويل الكسائي هو تأْويل ابن عباس ؛ ويقوّي قول الكسائي إن حَرام في الآية بمعنى واجب قولُ عبد الرحمن بن جُمانَةَ المُحاربيّ جاهليّ : فإنَّ حَراماً لا أَرى الدِّهْرَ باكِياً * على شَجْوِه ، إلَّا بَكَيْتُ على عَمْرو وقرأ أَهل المدينة وحَرامٌ ، قال الفراء : وحَرامٌ أَفشى في القراءة . وحَرِيمٌ : أَبو حَيّ . وحَرامٌ : اسم . وفي العرب بُطون ينسبون إلى آل حَرامٍ [1] بَطْنٌ من بني تميم وبَطْنٌ في جُذام وبطن في بكر بن وائل . وحَرامٌ : مولى كُلَيْبٍ . وحَريمةُ : رجل من أَنجادهم ؛ قال الكَلْحَبَةُ اليَرْبوعيّ : فأَدْرَكَ أَنْقاءَ العَرَادةِ ظَلْعُها ، * وقد جَعَلَتْني من حَريمةَ إصْبَعا وحَرِيمٌ : اسم موضع ؛ قال ابن مقبل : حَيِّ دارَ الحَيِّ لا حَيَّ بها ، * بِسِخالٍ فأُثالٍ فَحَرِمْ والحَيْرَمُ : البقر ، واحدتها حَيْرَمة ؛ قال ابن أَحمر : تَبَدَّلَ أُدْماً من ظِباءٍ وحَيْرَما قال الأَصمعي : لم نسمع الحَيْرَمَ إلا في شعر ابن أَحمر ، وله نظائر مذكورة في مواضعها . قال ابن جني : والقولُ في هذه الكلمة ونحوها وجوبُ قبولها ، وذلك لما ثبتتْ به الشَّهادةُ من فَصاحة ابن أَحمر ، فإما أَن يكون شيئاً أَخذه عمن نَطَقَ بلغة قديمة لم يُشارَكْ في سماع ذلك منه ، على حدّ ما قلناه فيمن خالف الجماعة ، وهو فصيح كقوله في الذُّرَحْرَح الذُّرَّحْرَحِ ونحو ذلك ، وإما أَن يكون شيئاً ارتجله ابن أَحمر ، فإن الأَعرابي إذا قَوِيَتْ فصاحتُه وسَمَتْ طبيعتُه تصرَّف وارتجل ما لم يسبقه أَحد قبله ، فقد حكي عن رُؤبَة وأَبيه : أَنهما كانا يَرْتَجِلان أَلفاظاً لم يسمعاها ولا سُبِقا إليها ، وعلى هذا قال أَبو عثمان : ما قِيس على كلام العَرَب فهو من كلام العرب . ابن الأَعرابي : الحَيْرَمُ البقر ، والحَوْرَمُ المال الكثير من الصامِتِ والناطق . والحِرْمِيَّةُ : سِهام تنسب إلى الحَرَمِ ، والحَرَمُ قد يكون الحَرامَ ، ونظيره زَمَنٌ وزَمانٌ .
[1] قوله [ إلى آل حرام ] هذه عبارة المحكم وليس فيها لفظ آل .
127
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 127