نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 11
وخُشونَتها ، وهي ظاهره . قال ابن سيده : وقد يقال رجل مُبْشَرٌ مُؤْدَمٌ وامرأَة مُبْشَرة مُؤْدَمَةٌ فيُقدِّمون المُبْشَر على المؤدَم ، قال : والأَول أَعرف أَعني تقديم المُؤْدَمِ على المُبْشَر . وقيل : الأَدَمةُ ما ظهر من جلدة الرأْس . وأَدَمَةُ الأَرض : باطِنُها ، وأَدِيُمها ، وَجْهُها ، وأَدِيمُ الليل : ظلمته ؛ عن ابن الأَعرابي ؛ وأَنشد : قد أَغْتَدِي والليلُ في جَرِيمِه ، * والصُّبْحُ قد نَشَّمَ في أَدِيمه وأَدِيمُ النهار : بَياضُه . حكى ابن الأَعرابي : ما رأَيته في أَدِيمِ نَهارٍ ولا سَوادِ لَيْلٍ ، وقيل : أَدِيمُ النهار عامَّته . وحكى اللحياني : جئتُك أديمَ الضُّحي أَي عند ارتفاع الضُّحى . وأَديمُ السماء : ما ظهَر منها . وفلان بَرِيءُ الأَدِيمِ مما يُلْطخ به . والأُدْمَةُ : السُّمرةُ . والآدَمُ من الناس : الأَسْمَرُ . ابن سيده : الأُدْمةُ في الإِبل لَوْنٌ مُشْرَب سَواداً أَو بياضاً ، وقيل : هو البياضُ الواضِحُ ، وقيل : في الظِّباء لَوْنٌ مُشْرَبٌ بياضاً وفي الإِنسان السُّمرة . قال أَبو حنيفة : الأُدْمةُ البياضُ ، وقد أَدِمَ وأَدُمَ ، فهو آدمُ ، والجمع أُدْمٌ ، كسَّروه على فُعْل كما كسَّروا فَعُولاً على فُعُل ، نحو صَبور وصُبُرٍ ، لأَن أَفْعَل من الثلاثة [1] . وفيه كما أَن فَعُولاً فيه زيادة وعدة حُروفه كعِدَّة حُروف فَعُول ، إِلَّا أَنهم لا يثقِّلون العين في جمع أَفْعَل إِلَّا أَن يُضطَرَّ شاعر ، وقد قالوا في جمعه أُدْمانٌ ، والأُنثى أَدْماءُ وجمعها أُدْمٌ ، ولا يجمع على فُعْلان ؛ وقول ذي الرمة : والجِيدُ ، من أُدْمانَةٍ ، عَتُودُ عِيبَ عليه فقيل : إِنما يقال هي أَدْماءُ ، والأُدْمان جمع كأَحْمَر وحُمْران ، وأَنت لا تقول حُمْرانة ولا صُفْرانة ، وكان أَبو عليّ يقول : بُنَيَ من هذا الأَصل فُعْلانة كخُمْصانة . والعرب تقول : قُرَيْش الإِبلِ أُدْمُها وصُهْبَتُها ، يذهبون في ذلك إِلى تفضيلها على سائر الإِبلِ ، وقد أَوضحوا ذلك بقولهم : خَيرُ الإِبل صُهْبُها وحُمْرُها ، فجعلوهما خيرَ أَنواع الإِبل ، كما أَنّ قُرَيْشاً خيرُ الناس . وفي الحديث : أَنه لمَّا خرج من مكة قال له رجل : إِن كنتَ تُريد النساء البيضَ والنُّوقَ الأُدْمَ فعَلَيْكَ بَبَنِي مُدْلِجٍ ؛ قال ابن الأَثير : الأُدْم جمع آدم كأَحْمَر وحُمْر . والأُدْمة في الإِبل : البياض مع سواد المُقْلَتَيْن ، قال : وهي في الناس السُّمرة الشديدة ، وقيل : هو من أُدْمة الأَرض ، وهو لَوْنُها ، قال : وبه سمي آدم أَبو البَشَر ، على نبينا وعليه الصلاة والسلام . الليث : والأُدْمةُ في الناس شُرْبةٌ من سَواد ، وفي الإِبِل والظِّباء بَياض . يقال : ظَبْيَة أَدْماء ، قال : ولم أَسمع أَحداً يقول للذُّكور من الظِّباء أُدْمٌ ، قال : وإن قيل كان قياساً . وقال الأَصمعي : الآدَمُ من الإِبل الأَبْيض ، فإِن خالطته حُمْرة فهو أَصْهب ، فإِن خالَطَتِ الحُمْرة صَفاءً فهو مُدَمّىً . قال : والأُدْمُ من الظِّباء بيضٌ تَعْلوهُنّ جُدَدٌ فيهنَّ غُبْرة ، فإِن كانت خالصة البَياض فهي الآرامُ . وروى الأَزهري بسنده عن أَحمد بن عبيد بن ناصح قال : كُنّا نأْلَف مجلِس أَبي أَيوب بن أُخت الوزير فقال لنا يوماً ، وكان ابنُ السكيت حاضراً : ما تَقولْ في الأُدْمِ من الظِّباء ؟ فقال : هي البيضُ البُطون السُّمْر الظُّهور يَفْصِل بين لَوْنِ ظُهورِها وبُطونها جُدَّتان مِسْكِيَّتان ، قال : فالتفت إِليَّ وقال : ما تقول يا أَبا جعفر ؟ فقلت ؟ الأُدْمُ على ضَرْبين : أَما التي
[1] قوله [ لأَن أفعل من الثلاثة الخ ] هكذا في الأَصل ، ولعله لان أفعل من ذي الثلاثة وفيه زيادة كما أن فعولا الخ .
11
نام کتاب : لسان العرب نویسنده : ابن منظور جلد : 1 صفحه : 11