responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : غريب الحديث نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 37


إمساكه عن الطلاق ساعة ظاهر هو معاودته لما حرم منها فيمسكه وأحسب أن أبا عبيد يتبعه على هذا القول ولا أرى هذا التأويل على طريق اللغة صحيحا لأنه لو أراد بالعود الرجوع إلى إمساك المرأة والرغبة فيها لقال : والذين يظاهرون من نسائهم ثم يعودون لما كانوا عليه أي يعودون إلى التمسك بالنساء والرغبة فيهن ولم يقل " ثم يعودون لما قالوا " لأن الذي كانوا عليه لم يكن قولا إنما كان نكاحا وتعاشرا وائتلافا .
والذي عندي فيه على طريق التدبر والاستدلال والله أعلم أن أهل الجاهلية كانوا يطلقون النساء بالظهار فجعل الله جل وعز حكم الظهار في الإسلام خلاف حكمه عندهم في الجاهلية بالكفارة التي تحلهن لهم وأنزل : " والذين يظاهرون من نسائهم " يريد في الجاهلية ثم يعودون لما قالوا يعني ما كانوا يقولونه من هذا الظهار في الإسلام " فتحرير رقبة من قب + ل أن يتماسا " وأضمر فكفارته ومثل هذا من المحذوف في القرآن كثير ومنه قوله تعالى " فإن أحصرتم فما استيسر من الهدي " أي فكفارة ذلك ما استيسر من الهدي وقوله بعد ذلك " فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك " أراد فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه فحلق فعليه فدية من صيام وشبيه بهذه الآية مما يشكل على كثير من أهل النظر قول الله تعالى : واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر " وذلك أنهم رأوا اليأس يقينا والارتياب شكا ولم يأت في القرآن الأمر الذي وقع فيه الارتياب فيقول إن ارتبتم في كذا وكذا من أمورهن فقالوا فيه أقاويل لا تخفى على من تدبرها إذا فهم ما قلناه .
والمعنى إن الله جل وعز لما ذكر عدة اللواتي يحضن من النساء فقال : " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء " ارتاب الناس في اللائي لا يحضن من القواعد والصغار فلم يدروا كيف يعتدن فأنزل الله جل وعز : " واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم " فلم تعلموا

37

نام کتاب : غريب الحديث نویسنده : ابن قتيبة الدينوري    جلد : 1  صفحه : 37
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست