وقد ينجر " متى " بإلى ، وحتى أيضا ، وينجر " أين " بإلى أيضا مع عدم تصرفهما ، و " من " الداخلة على الظروف غير المتصرفة : أكثرها بمعنى " في " نحو : جئت من قبلك ومن بعدك ، و : " من بيننا وبينك حجاب " [1] ، وأما نحو : جئت من عندك ، و : " فهب لي من لدنك " [2] فلابتداء الغاية ، والمتصرف من الظروف : ما لم يلزم انتصابه بمعنى " في " أو انجراره بمن ، فمن الأول أكثر الظروف المبنية لزوما ، كإذ ، وإذا على تفصيل يأتي في الظروف المبنية ، وكصباح مساء ، ويوم يوم ، كما يجئ في المركبات ، وقد يجئ حيث و " إذ " ، متصرفين ، نحو : " الله أعلم حيث يجعل رسالاته " [3] ، وقوله تعالى : " بعد إذ أنزلت " [4] ، ومن المعربة غير المتصرفة : بعيدات بين [5] ، وذات مرة ، وذات يوم ، وذات ليلة ، وذات غداة ، وذات العشاء ، وذات الزمين ، وذات العويم ، وذا صباح ، وذا مساء ، وذا صبوح ، وذا غبوق ، فهذه الأربعة بغير تاء ، وإنما سمع في غير هذه الأوقات ، ولا يقاس عليه : ذات شهر ، ولا ذات سنة ، وهذه كلها تلزم الظرفية في غير لغة خثعم " ، وهم يصرفونها قال شاعرهم : 164 - عزمت على إقامة ذي صباح * لأمر ما يسود من يسود [6]
[1] الآية 5 من سورة فصلت . [2] الآية 5 من سورة مريم . [3] الآية 124 من سورة الأنعام . وهكذا أوردها الرضى بصفة الجمع وهي قراءة نافع أحد القراء السبعة . [4] الآية 87 من سورة القصص . [5] سيذكر الشارح أن تفسيرها سيأتي في الظروف المركبة من هذا الكتاب . وفي باب الإضافة بالنسبة لبعضها ، وسيشرح ما لم يذكر في البابين المذكورين . [6] البيت منسوب إلى أنس بن مدركة الخنقمي . ولذلك يقول الشارح كما قال شاعرهم وهو من أبيات حماسية ، أولها : دعوت بني قحافة فاستجابوا * فقلت ردوا فقد طاب الورود وبعد أن أورد البغدادي هذه الأبيات ، وبيت الشاهد آخرها ، استبعد أن يكون البيت المستشهد به مرتبطا بما قبله .