وأما التنوين ، فاختص من جملة أقسامها الخمسة [1] بالاسم ، ما ليس للترنم ، فهي إذن ، أربعة أقسام : أحدها للتنكير ، نحو : صه ، ومه ، ودج [2] ، وسيبويه [3] ، قيل : ويختص بالصوت واسم الفعل ، وأما التنوين في نحو : رب أحمد ، وإبراهيم ، فليس يتمحض للتنكير ، بل هو للتمكن أيضا ، لان الاسم ينصرف ، وأنا لا أرى منعا من أن يكون تنوين واحد للتمكن والتنكير معا ، فرب حرف يفيد فائدتين ، كالألف ، والواو ، في مسلمان ، ومسلمون فنقول : التنوين في : رجل ، يفيد التنكير أيضا ، فإذا سميت بالاسم تمحضت للتمكن . وإنما اختص تنوين التنكير بالأسماء لمثل ما ذكرنا في لام التعريف . وثانيها للتمكن ، ومعناه كون الاسم معربا ، فلا يمكن إلا في الاسم ، وإنما لم يجعل لاعراب المضارع علامة لعروضه . وإنما حذفت علامة الاعراب من غير المنصرف مع كونه معربا ، لمشابهته للفعل الذي الذي أصله البناء . وثالثها للتعويض عن المضاف إليه ، كحينئذ ، ومررت بكل قائما ، وسيجئ أن المضاف لا يكون إلا اسما . ورابعها لمقابلة نون جمع المذكر السالم في جميع المؤنث السالم نحو : مسلمات ، على الأعرف من أقوالهم ، ولا معنى له إلا في الاسم .
[1] يتحدث الرضى في هذا الشرح عن الألفاظ والكلمات بأسلوب المذكر مرة وبأسلوب المؤنث أخرى ولا شئ في ذلك ، على اعتبار اللفظ فيذكر أو الكلمة فيؤنث . ولكنه يسرف في ذلك إلى حد أن يجمع بين الأسلوبين في حديث واحد . كما يأتي بعد قليل . [2] دج ، بفتح الدال وسكون الجيم أو كسرها منونة وهو المراد هنا . وهو اسم صوت لزجر الدجاج ، وسيأتي ذكر ذلك وغيره في أسماء الأصوات من هذا الكتاب [3] المراد حين يسمى به شخص ما ، فيكون نكرة .