قتله ثم استبشعوها فكنوا عنها بقاتعه وكاتعه ، ثم صار بعض الأصوات القائمة مقام المصادر قائما مقام الفعل ، فصار اسم فعل ، نحو : صه ومه ، وإيه ، وغير ذلك مما سنذكره في أسماء الافعال ، كما يقوم المصدر الأصلي مقام الفعل فيصير اسم فعل على ما مر قبل . ويجوز في كل صوت يدعى صيرورته اسم فعل أن يقال ببقائه على مصدريته ، ويكون بناؤه نظرا إلى أصله حين كان صوتا ، لا لكونه اسم فعل ، فصه أنت وزيد ، نحو : ضربا أنت وزيد ، وذلك لأنا علمنا صيرورة المصادر أسماء أفعال بكونها مبنية ، كما ذكرنا ، فإذا كان لنا طريق إلى بناء هذه الأسماء غير كونها أسماء أفعال ، وهو النظر إلى أصلها فلا ضرورة تلجئنا إلى كونها أسماء أفعال . ومن المصادر المضبوطة بالضابط المذكور ، قولهم عمرك الله وقعدك الله ، بفتح القاف ، قال المازني سمعت كسرها ممن لا أثق به ، وهما عند سيبويه ، منصوبان على المصدر ، وقد استعمل فعل عمرك ، بخلاف قعدك ، قال : 84 - عمرتك الله إلا ما ذكرت لنا * هل كنت جارتنا أيام ذي سلم [1] ولا يقال : قعدتك الله . وأكثر ما يستعملان في قسم السؤال ، فيكون جوابهما ما فيه الطلب كالأمر والنهي ، قال : 85 - قعيدك ألا تسمعيني ملامة * ولا تنكئي قرح الفؤاد فييجعا [2]
[1] قوله إلا ما ذكرت : استثناء والمعنى ما أسألك إلا هذا . وقال بعضهم ان همزة الا مفتوحة وهي أداة تحضيض وما زائدة . وهو من شعر الأحوص الأنصاري وقبله : إذ كنت أنكر من سلمى فقلت لها * لما التقينا وما بالعهد من قدم والأوجه الاعرابية في هذا الأسلوب كثيرة أشار الشارح إلى بعضها . [2] هو من قصيدة لمتمم بن نويرة في رثاء أخيه مالك وهي من أحسن المراثي ، وقول الشارح : ان زائدة أي في قوله ألا تسمعيني فتكون لا ناهية ، ونكا القرح إزالة ما عليه من قشر قبل أن يبرأ ، وييجعا بكسر الياء الأولى في المضارع وذلك أدى إلى قلب الواو ياء ، وأصله يوجع .