أما في المجرور فنحو قوله تعالى : " ولمن صبر وغفر ، إن ذلك لمن عزم الأمور " [1] ، أي إن ذلك منه . وأما في المنصوب فيشترط كونه بفعل لفظا ، قال : 58 - فأقبلت زحفا على الركبتين * فثوب لبست وثوب أجر [2] أو بصفة محلا ، نحو : أنا زيد ضارب ، ولا يختص مع كونه سماعيا بالشعر خلافا للكوفيين . وأما المرفوع فلا يحذف لكونه عمدة ، وقد يحذف في الصلة في بعض الأحوال لكونها أشد ارتباطا بالموصول من المبتدأ ، كما يجئ في باب الموصولات ، وجواز حذف الضمير في الصلة أحسن منه في الصفة ، لكون اتصالها بالموصل أشد ، إذ لا غنى للموصول عنها ، وهما بتقدير مفرد نحو قوله تعالى : " أهذا الذي بعث الله رسولا " [3] ، ثم الحذف بعدها في الصفة أحسن منه في خبر المبتدأ ، نحو : جاءني رجل ضربت ، لأنها مع الموصوف جزء الجملة ، بخلاف الخبر فإنه مع المبتدأ جملة ، فالتخفيف فيما هو مع غيره ككلمة أولى . وإنما كان الحذف في الصفة أنقض حسنا منه في الصلة ، إذ ليست الصفة من ضروريات الموصوف ، كما كانت الصلة من لوازم الموصول وضرورياته . فالحذف في الجملة إذا كانت خبرا للمبتدأ ، على ما قال سيبويه ، يجوز في الشعر بلا وصف ضعف ، وهو في غيره ضعيف .
[1] الآية 43 من سورة الشورى . [2] من قصيدة لامرئ القيس وهو من شواهد سيبويه ج 1 ص 44 . ويروى الشطر الأول : فلما دنوت تسديتها . . . وبعده في القصيدة : ولم يرنا كالئ كاشح * ولم يفش منا لدى البيت سر . والكالئ الحارس والرقيب . والكاشح : المبغض . ومن القصيدة شواهد أخرى في هذا الشرح ، وفي غيره من كتب النحو . [3] الآية 41 من سورة الفرقان .