وذهب الجرمي وابن بابشاذ [1] إلى منع صرفه اعتبارا للعدل الأصلي مع العلمية ، وهو قياس قول سيبويه ، في أحمر ، المنكر بعد العلمية ، ولا تنافي بين العدل والعلمية بدليل عمر ، وأما أخر وجمع علمين فغير منصرفين ، عند سيبويه اعتبارا للعدل الأصلي مع العلمية ، وكذا لكع ، لان فيه العدل ، كما ذكرنا عندهم ، وأما ان سميت بفضل من قولك : الفضل ، فإنه ينصرف إذ لا عدل في الأصل . والأخفش والكوفيون يصرفون أخر وجمع ولكع أعلاما ، إذ العلمية وضع آخر . وقول سيبويه أقرب ، لان العدل أمر لفظي ، وبالعلمية لم يتغير اللفظ ، وعكس سيبويه الامر في : سحر ، إذا سمي به غير ما وضع له أولا من ظرف زمان أو ظرف مكان أو رجل أو غيره ، فجعله منصرفا ، ولعل ذلك لظهور فعل في باب العدل نحو عمر ، وزفر ، ولكع ، عندهم ، بخلاف فعل . والثاني ، أعني كون العلمية شرطا لا غير ففي موضع واحد على الخلاف ، وهو : الألف والنون مع العلمية ، سبب قائم مقام سببين عند بعضهم ، والعلمية شرطه ، وفي الحقيقة : الشرط انتقاء التاء وهو معلل بأحد ثلاثة أشياء : العلمية ، كما في عمران ، ووجود فعلى كما في سكران ، واختصاص اللفظ كما في رحمن ، وعند الباقين : الألف والنون سبب والعلمية سبب آخر . كما مر ، فان العلمية شرطهما عند بعضهم في الاسم نحو : عمران وعثمان ، لأنه يمتنع بها من التاء فتشابه ألف التأنيث ، فتقوم مثلها مقام سببين ، وعند الباقين : العلمية سبب معها كما مر . والثالث : أعني أن تكون العلمية شرطا وسببا معا في أربعة مواضع اتفاقا : في المؤنث بالتاء لفظا أو تقديرا ، وفي الأعجمي ، وفي المركب ، وفي ذي الألف الزائدة المقصورة .
[1] اسمه طاهر بن أحمد بن باب بن شاذ . بتخفيف الذال ومعنى شاذ : الفرح والسرور . هكذا في البغية للسيوطي . وربما يكون قد ركب من اسم جديه : باب وشاذ اسم واحد . والمعروف أن كلمة بابشاذ كلمة أعجمية معناها الفرح والسرور . وقد كان ابن بابشاذ إماما في العربية . ورد العراق تاجرا في اللؤلؤ . وعاش بمصر زمنا وتوفي بها سنة 469 ه .