مع ساد مسد التاء ، أو ساد مسد الساد ، وان كان ثلاثيا ساكن الأوسط كزيد وبحر يسمى بمثلها امرأة ، فالخليل وسيبويه وأبو عمرو [1] ، يمنعونه الصرف متحتما ، كماه ، وجور ، لظهور أمر التأنيث بالطرءان . وأبو زيد [2] ، وعيسى [3] ، والجرمي [4] ، يجعلونه مثل هند في جواز الامرين ، ويرجحون صرفه على صرف هند نظرا إلى أصله . قوله : " وشرط تحتم تأثيره " ، أي تأثير المعنوي ، والمراد به تأنيث ما التاء فيه مقدرة ، سواء كان حقيقيا كزينب ، أو ، لا ، كعقرب . قوله : " زيادة على الثلاثة أو تحرك الأوسط أو العجمة " ، أي إذا سمي به المؤنث وذلك لما ذكرنا أن آخر حروف الزائد على الثلاثة يقوم مقام التاء ، وتحرك الأوسط يقوم مقام الزائد الساد مسد التاء . وأما العجمة فإنها وان لم تسد مسد التاء ولا مسد الزائد المذكور ، وليست أيضا ، سببا في الثلاثي الساكن الأوسط كما يجئ ، لكنها مقوية للتأنيث الضعيف تأثيره لكون علامته مقدرة بلا نائب ، فالضعف من قبله لا من قبل العلمية ، فهو المحتاج إلى التقوية لا العلمية ، فلذا قال : وشرط تحتم تأثيره أي تأثير التأنيث المعنوي . قوله : " فهند يجوز صرفه " ، لخلوه من جميع شرائط التحتم الثلاث ، وزينب ممتنع ، للزيادة ، وسقر ، لتحرك الأوسط ، وماه وجور للعجمة .
[1] المراد أبو عمرو بن العلاء بن عمار ، وأرجح الأقوال أن اسمه زبان وهو المقصود في البيت المشهور هجوت زبان ثم جئت معتذرا * من هجو زبان لم تهجو ولم تدع وهو من متقدمي النحاة ، وأحد أئمة الطبقة الثانية من علماء البصرة توفي سنة 154 قالوا انه لم يترك آثارا مكتوبة لأنه تنسك في آخر حياته فاحرق كتبه . وهو أحد القراء السبعة . [2] المراد : أبو زيد الأنصاري واسمه سعيد بن أوس بن ثابت . كان إماما نحويا ولغويا وله مؤلفات كثيرة أكثرها في اللغة ومن أشهرها النوادر توفي سنة 215 ه على الأرجح . [3] أي عيسى بن عمر الثقفي امام من متقدمي النحاة وهو ممن أخذ عنهم سيبويه . توفي سنة 149 ه . [4] أما الجرمي فقد تقدم ذكره أكثر من مرة . انظر ص 79 من هذا الجزء .