ذلك المضاف نحو قوله : 23 - إلا علالة أو بداهة * سابح نهد الجزارة [1] أخذا من استقراء كلامهم فلم يبق الا أن يكون أصله اللام . ولمانع أن يمنع الحصر فيما ذكر من الوجوه بما ذهب إليه الخليل في أجمع وأخواته من كونها معرفات بتقدير الإضافة مع عريها من تلك الوجوه ، فالأولى أن يقال في امتناع كون أخر بتقدير الإضافة ، أن المضاف إليه لا يحذف إلا إذا جاز اظهاره ، ولا يجوز اظهاره ههنا . ومنع أبو علي [2] من كون " أخر " معدولا عن اللام ، استدلالا بأنه لو كان كذا لوجب كونه معرفة ، كامس وسحر ، المعدولين عن ذي اللام ، وكان لا يقع صفة للنكرات كما في قوله تعالى : " من أيام أخر " [3] . وأجيب بأنه معدول عن ذي اللام لفظا ومعنى ، أي عدل عن التعريف إلى التنكير ، ومن أين له أنه يجوز تخالف المعدول والمعدول عنه تعريفا وتنكيرا : ولو كان معنى اللام في المعدول عن ذي اللام واجبا ، لوجب بناء " سحر " كما ذهب إليه بعضهم [4] لتضمنه معنى الحرف ، فتعريف سحر ليس لكونه معدولا عن ذي اللام ، بل لكونه علما .
[1] من أبيات للأعشى ميمون بن قيس يخاطب بها شيبان بن شهاب وكان بينهما مهاجاة وزعم شيبان أن قوم الأعشى لا يستطيعون غزوهم فقال الأعشى : وهناك يكذب ظنكم * أن لا اجتماع ولا زيارة . . وقوله الاعلالة . . . العلالة بضم العين بقية جري الفرس والبداهة أول جرية وهو استثناء منقطع من قوله : أن لا اجتماع ولا زيارة * والسابح الفرس ونهد الجزارة بضم الجيم أي مرتفع الرأس والرجلين . [2] تقدم ذكر أبي علي الفارسي ص 79 من هذا الجزء وتكرر ذكره بعد ذلك . [3] من الآية 184 من سورة البقرة . وتكررت في الآية التي بعدها . [4] هو صدر الأفاضل ناصر بن علي المطرزي من خوارزم أخذ عن الزمخشري وعرف بالأدب والشعر وله آراء في النحو . حكى عنه القول بالبناء ابن هشام في أوضح المسالك - توفي سنة 610 ه .