معنى الفعل ، كما ذكرنا فلا يتقدم المصدران عليهما لضعف العامل ، فلا يكونان ، إذن ، من هذا الباب . المصادر المثناة لقصد التكرير قال ابن الحاجب : " ومنها ما وقع مثنى نحو : لبيك وسعديك " قال الرضى : ليس وقوعه مثنى من الضوابط التي يعرف بها وجوب حذف فعله ، سواء كان المراد بالتثنية التكرير كقوله تعالى : " ثم ارجع البصر كرتين " [1] ، أي رجعا مكررا ، أو كان لغير التكرير ، نحو : ضربته ضربتين أي مختلفتين بل الضابط لوجوب الحذف في هذا وأمثاله إضافته إلى الفاعل أو المفعول كما ذكرنا قبل . ولبيك مثنى عند سيبويه ، مفرد ، كلدى ، عند يونس ، قلب ألفه ياء لما أضيف إلى المضمر كالف لدى ، وليس بوجه ، لبقاء يائه مضافا [2] إلى الظاهر ، قال : 92 - دعوت لما نابني مسورا * فلبى ، فلبي يدي مسور [3] قال أبو علي معتذرا ليونس : يجوز أن يقال : أجري الشاعر الوصل مجرى الوقف على لغة من وقف على أفعى ، أفعى بالياء . وأصل لبيك : ألب لك إلبابين ، أي أقيم لخدمتك وامتثال مأمورك ولا أبرح مكاني كالمقيم في موضع ، والتثنية للتكرير كما في قوله تعالى : " ثم ارجع البصر كرتين " [4] ،
[1] الآية 4 من سورة الملك . [2] أي عند إضافته إلى الظاهر . [3] هذا من أبيات سيبويه التي لم يعرف قائلها وهو في كتاب سيبويه ج 1 ص 76 . [4] تقدمت قبل قليل .