responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 644


لا يجوز مجئ الحال من المضاف إليه [1] ، إلا إذا كان المضاف مما يصح عمله في الحال : كاسم الفاعل ، والمصدر ، ونحوهما مما تضمن معنى الفعل ، فتقول : هذا ضارب هند مجردة ، وأعجبني قيام زيد مسرعا ، ومنه قوله تعالى : ( إليه مرجعكم جميعا ) ومنه قول الشاعر :
189 - تقول ابنتي : إن انطلاقك واحدا إلى الروع يوما تاركي لا أباليا .



[1] اختلف النحاة في مجئ الحال من المضاف إليه ، فذهب سيبويه - رحمه الله ! - إلى أنه يجوز أن يجئ الحال من المضاف إليه مطلقا : أي سواء أتوفر له واحد من الأمور الثلاثة المذكورة أم لم يتوفر ، وذهب غيره من النحاة إلى أنه إذا توفر له واحد من الأمور الثلاثة جاز ، وإلا لم يجز ، والسر في هذا الخلاف أنهم اختلفوا في : هل يجب أن يكون العامل في الحال هو نفس العامل في صاحب الحال ، أم لا يجب ذلك ؟ فذهب سيبويه إلى أنه لا يجب أن يكون العامل في الحال هو العامل في صاحبها ، بل يجوز أن يكون العامل فيهما واحدا وأن يكون مختلفا ، وعلى ذلك أجاز أن يجئ الحال من المضاف إليه مطلقا ، وذهب غيره إلى أنه لا بد من أن يكون العامل في الحال هو نفس العامل في صاحبها ، وترتب على ذلك ألا يجوزوا مجئ الحال من المضاف إليه إلا إذا توفر له واحد من الأمور الثلاثة التي ذكرها الناظم والشارح ، وذلك لان المضاف إن كان عاملا في المضاف إليه بسبب شبهه للفعل لكونه مصدرا أو اسم فاعل كان كذلك عاملا في الحال فيتحد العامل في الحال والعامل في صاحبه الذي هو المضاف إليه ، وإن كان المضاف جزء المضاف إليه أو مثل جزئه كان المضاف والمضاف إليه جميعا كالشئ الواحد ، فيصير في هاتين الحالتين كأن صاحب الحال هو نفس المضاف ، فالعامل فيه هو العامل في الحال ، فاحفظ هذا التحقيق النفيس ، واحرص عليه . 189 - البيت لمالك بن الريب ، أحد بني مازن بن مالك ، من قصيدة له ، وأولها قوله : ألا ليت شعري هل أبيتن ليلة * بجنب الغضى أزجي القلاص النواجيا فليت الغضى لم يقطع الركب عرضه * وليت الغضى ماشى الركاب لياليا اللغة : " الروع " الفزع ، والمخافة ، وأراد به ههنا الحرب ، لان الخوف يتسبب عنها ، فهو من باب إطلاق اسم المسبب وإرادة السبب " تاركي " اسم فاعل من ترك بمعنى صير . المعنى : إن ابنتي تقول لي : إن ذهابك إلى القتال منفردا يصيرني لا محالة بلا أب ، لأنك تقتحم لظاها فتموت . الاعراب : " تقول " فعل مضارع " ابنتي " ابنة : فاعل تقول ، وابنة مضاف وياء المتكلم مضاف إليه " إن " حرف توكيد ونصب " انطلاقك " انطلاق : اسم إن ، وانطلاق مضاف والكاف مضاف إليه من إضافة المصدر إلى فاعله " واحدا " حال من الكاف التي هي ضمير المخاطب " إلى الحرب " جار ومجرور متعلق بانطلاق " تاركي " تارك : خبر إن ، وتارك مضاف وياء المتكلم مضاف إليه من إضافة اسم الفاعل إلى أحد مفعوليه ، وفيه ضمير مستتر فاعل " لا " نافية للجنس " أبا " اسمها " ليا " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر لا ، والجملة من لا ومعموليها في محل نصب مفعول ثان لتارك ، ويجوز أن يكون " أبا " اسم لا منصوبا بفتحة مقدرة على ما قبل ياء المتكلم ، واللام في " ليا " زائدة ، وياء المتكلم مضاف إليه ، وخبر لا محذوف ، وكأنه قال : لا أبي موجود . الشاهد فيه : قوله " واحدا " حيث وقع حالا من المضاف إليه - وهو الكاف في قوله " انطلاقك " - والذي سوغ هذا أن المضاف إلى الكاف مصدر يعمل عمل الفعل ، فهو يتطلب فاعلا كما يتطلبه فعله الذي هو انطلق ، وهذه الكاف هي الفاعل ، فكان المضاف عاملا في المضاف إليه ، ويصح أن يعمل في الحال لأنه مصدر على ما علمت .

644

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 644
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست