نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 542
على " درهم " لأنه فاعل في المعنى ، لأنه الآخذ للدرهم ، وكذا " كسوت زيدا جبة " و " ألبسن من زاركم نسج اليمن " ف " من " : مفعول أول ، و " نسج " : مفعول ثان ، والأصل تقديم " من " على " نسج اليمن " لأنه اللابس ، ويجوز تقديم ما ليس فاعلا معنى ، لكنه خلاف الأصل . * * * ويلزم الأصل لموجب عرى * وترك ذاك الأصل حتما قد يرى [1] أي : يلزم الأصل - وهو تقديم الفاعل في المعنى - إذا طرأ ما يوجب ذلك ، وهو خوف اللبس ، نحو " أعطيت زيدا عمرا " فيجب تقديم الآخذ منهما ، ولا يجوز تقديم غيره ، لأجل اللبس ، إذ يحتمل أن يكون هو الفاعل . وقد يجب تقديم ما ليس فاعلا في المعنى ، وتأخير ما هو فاعل في المعنى ، نحو " أعطيت الدرهم صاحبه " فلا يجوز تقديم صاحبه وإن كان فاعلا في المعنى ، فلا تقول : " أعطيت صاحبه الدرهم " لئلا يعود الضمير على متأخر لفظا ورتبة [ وهو ممتنع ] والله أعلم [2] . * * * .
[1] " ويلزم الأصل " فعل وفاعل " لموجب " جار ومجرور متعلق بيلزم " عرى " فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى موجب ، والجملة في محل جر نعت لموجب " وترك " مبتدأ ، وترك مضاف واسم الإشارة من " ذاك " مضاف إليه ، والكاف حرف خطاب " الأصل " بدل أو عطف بيان من اسم الإشارة " حتما " حال من نائب الفاعل المستتر في " يرى " الآتي ، وتقديره باسم مفعول : أي محتوما " قد " حرف تقليل " يرى " فعل مضارع مبني للمجهول ، ونائب الفاعل ضمير فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ترك ، والجملة في محل رفع خبر المبتدأ . [2] تلخيص ما أشار إليه الشارح والناظم في هذه المسألة أن للمفعول الأول مع المفعول الثاني - اللذين ليس أصلهما المبتدأ والخبر - ثلاثة أحوال ، الحالة الأولى يجب فيها تقديم الفاعل في المعنى ، والحالة الثانية يجب فيها تقديم المفعول في المعنى ، والحالة الثالثة يجوز فيها تقديم أيهما شئت ، وسنبين لك مواضع كل حالة منها تفصيلا . أما الحالة الأولى فلها ثلاثة مواضع ، أولها : أن يخاف اللبس ، وذلك إذا صلح كل من المفعولين أن يكون فاعلا في المعنى ، وذلك نحو " أعطيت زيدا عمرا " وثانيهما : أن يكون المفعول في المعنى محصورا فيه ، نحو قولك " ما كسوت زيدا إلا جبة ، وما أعطيت خالدا إلا درهما " وثالثها : أن يكون الفاعل في المعنى ضميرا والمفعول في المعنى اسما ظاهرا نحو " أعطيتك درهما " . وأما الحالة الثانية فلها ثلاثة مواضع أيضا ، أولها : أن يكون الفاعل في المعنى متصلا بضمير يعود على المفعول في المعنى نحو " أعطيت الدرهم صاحبه " ، إذ لو قدم لعاد الضمير على متأخر لفظا ورتبة ، وثانيها : أن يكون الفاعل في المعنى منهما محصورا فيه ، نحو قولك " ما أعطيت الدرهم إلا زيدا " وثالثها : أن يكون المفعول في المعنى منهما ضميرا والفاعل في المعنى اسما ظاهرا ، نحو قولك " الدرهم أعطيته بكرا " وأما الحالة الثالثة ففيما عدا ما ذكرناه من مواضع الحالتين ، ومنها قولك " أعطيت زيدا ماله " يجوز أن تقول فيه : أعطيت ماله زيدا ، فالضمير إن عاد على متأخر لفظا فقد عاد على متقدم رتبة .
542
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 542