نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 45
من ذاك " ذو " : إن صحبة أبانا * والفم ، حيث الميم منه بانا [1] أي : من الأسماء التي ترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجر بالياء ذو ، وفم ، ولكن يشترط في " ذو " أن تكون بمعنى صاحب ، نحو " جاءني ذو مال " أي : صاحب مال ، وهو المراد بقوله : " إن صحبة أبانا " أي : إن أفهم صحبة ، واحترز بذلك عن " ذو " الطائية ، فإنها لا تفهم صحبة ، بل هي بمعنى الذي ، فلا تكون مثل " ذي " بمعنى صاحب ، بل تكون مبنية ، وآخرها الواو رفعا ، ونصبا ، وجرا ، ونحو " جاءني ذو قام ، ورأيت ذو قام ، ومررت بذو قام " ، ومنه قوله : 4 - فإما كرام موسرون لقيتهم فحسبي من ذو عندهم ما كفانيا .
[1] " من ذاك " من ذا : جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والكاف حرف خطاب " ذو " مبتدأ مؤخر " إن " حرف شرط " صحبة " مفعول به مقدم لأبان " أبانا " أبان : فعل ماض ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى ذو ، وألفه للاطلاق وهو فعل شرط مبني على الفتح في محل جزم ، والجواب محذوف ، والتقدير : إن أبان ذو صحبة فارفعه بالواو " والفم " معطوف على ذو " حيث " ظرف مكان " الميم " مبتدأ " منه " جار ومجرور متعلق ببان " بانا " فعل ماض بمعنى انفصل ، مبني على الفتح لا محل له من الاعراب ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الميم ، وألفه للاطلاق وجملته في محل رفع خبر المبتدأ الذي هو قوله الميم ، وجملة المبتدأ وخبره في محل جر بإضافة " حيث " إليها . 4 - هذا بيت من الطويل ، وهو من كلام منظور بن سحيم الفقعسي ، وقد استشهد به ابن هشام في أوضح المسالك ( ش 7 ) في مبحث الأسماء الخمسة ، وفي باب الموصول ، كما فعل الشارح هنا ، واستشهد به الأشموني ( ش 155 ) مرتين أيضا . وقبل البيت المستشهد به قوله : ولست بهاج في القرى أهل منزل * على زادهم أبكي وأبكي البواكيا فإما كرام موسرون لقيتهم * فحسبي من ذو عندهم . البيت وإما كرام معسرون عذرتهم * وإما لئام فادخرت حيائيا وعرضي أبقى ما ادخرت ذخيرة * وبطني أطويه كطي ردائيا اللغة : " هاج " اسم فاعل من الهجاء ، وهو الذم والقدح ، تقول : هجاه يهجوه هجوا وهجاء " القرى " - بكسر القاف مقصورا - إكرام الضيف ، و " في " هنا دالة على السببية والتعليل ، مثلها في قوله صلى الله عليه وسلم : " دخلت امرأة النار في هرة " أي بسبب هرة ومن أجل ما صنعته معها ، يريد أنه لن يهجو أحدا ولن يذمه ويقدح فيه بسبب القرى على أية حال ، وذلك لان الناس على ثلاثة أنواع : النوع الأول كرام موسرون ، والنوع الثاني كرام معسرون غير واجدين ما يقدمونه لضيفانهم ، والنوع الثالث لئام بهم شح وبخل وضنانة ، وقد ذكر هؤلاء الأنواع الثلاثة ، وذكر مع كل واحد حاله بالنسبة له " كرام " جمع كريم ، وأراد الطيب العنصر الشريف الآباء ، وقابلهم باللئام " موسرون " ذوو ميسرة وغنى ، وعندهم ما يقدمونه للضيفان " معسرون " ذوو عسرة وضيق لا يجدون ما يقدمونه مع كرم نفوسهم وطيب عنصرهم . الاعراب : " إما " حرف شرط وتفصيل ، مبني على السكون لا محل له من الاعراب " كرام " فاعل بفعل محذوف يفسره السياق ، وتقدير الكلام : إما لقيني كرام ، ونحو ذلك ، مرفوع بذلك الفعل المحذوف ، وعلامة رفعه الضمة الظاهرة " موسرون " نعت لكرام ، ونعت المرفوع مرفوع ، وعلامة رفعه الواو نيابة عن الضمة لأنه جمع مذكر سالم ، والنون عوض عن التنوين في الاسم المفرد " لقيتهم " لقى : فعل ماض مبني على فتح مقدر لا محل له من الاعراب ، والتاء ضمير المتكلم فاعل لقى ، مبني على الضم في محل رفع ، وضمير الغائبين العائد إلى كرام ، مفعول به مبني على السكون في محل نصب ، وجملة الفعل الماضي وفاعله ومفعوله لا محل لها من الاعراب تفسيرية " فحسبي " الفاء واقعة في جواب الشرط ، حرف مبني على الفتح لا محل له من الاعراب ، حسب : اسم بمعنى كاف خبر مقدم ، وهو مضاف وياء المتكلم مضاف إليه ، مبني على الفتح في محل جر " من " حرف جر مبني على السكون لا محل له " ذو " اسم موصول بمعنى الذي مبني على السكون في محل جر بمن ، وإن رويت " ذي " فهو مجرور بمن ، وعلامة جره الياء نيابة عن الكسرة ، والجار والمجرور متعلق بحسب " عندهم " عند : ظرف متعلق بمحذوف يقع صلة للموصول الذي هو ذو بمعنى الذي ، وعند مضاف وضمير الغائبين مضاف إليه ، مبني على السكون في محل جر " ما " اسم موصول بمعنى الذي مبتدأ مؤخر مبني على السكون في محل رفع " كفانيا " كفى : فعل ماض مبني على فتح مقدر على الألف منع من ظهوره التعذر ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى الاسم الموصول الذي هو ما ، والنون للوقاية ، وياء المتكلم مفعول به مبني على الفتح في محل نصب ، والألف للاطلاق ، وجملة كفى وفاعله ومفعوله لا محل صلة ما . الشاهد فيه : قوله " فحسبي من ذو عندهم " فإن " ذو " في هذه العبارة اسم موصول بمعنى الذي ، وقد رويت هذه الكلمة بروايتين ، فمن العلماء من روى " فحسبي من ذي عندهم " بالياء ، واستدل بهذه الرواية على أن " ذا " الموصولة تعامل معامل " ذي " التي بمعنى صاحب والتي هي من الأسماء الخمسة ، فترفع بالواو ، وتنصب بالألف ، وتجر بالياء كما في هذه العبارة على هذه الرواية ، ومعنى ذلك أنها معربة ويتغير آخرها بتغير التراكيب . ومن العلماء من روى " فحسبي من ذو عندهم " بالواو ، واستدل بها على أن " ذو " التي هي اسم موصول مبنية ، وأنها تجئ بالواو في حالة الرفع وفي حالة النصب وفي حالة الجر جميعا وهذا الوجه هو الراجح عند النحاة ، وسيذكر الشارح هذا البيت مرة أخرى في باب الموصول ، وينبه على الروايتين جميعا ، وعلى أن رواية الواو تدل على البناء ورواية الياء تدل على الاعراب ، لكن على رواية الياء يكون الاعراب فيها بالحروف نيابة عن الحركات على الراجح ، وعلى رواية الواو تكون الكلمة فيها مبنية على السكون ، فاعرف ذلك ولا تنسه . قال ابن منظور في لسان العرب : " وأما قول الشاعر : * فإن بيت تميم ذو سمعت به * فإن " ذو " هنا بمعنى الذي ، ولا يكون في الرفع والنصب والجر إلا على لفظ واحد ، وليست بالصفة التي تعرب نحو قولك : مررت برجل ذي مال ، وهو ذو مال ، ورأيت رجلا ذا مال ، وتقول : رأيت ذو جاءك ، وذو جاءاك ، وذو جاؤوك ، وذو جاءتك ، وذو جئنك ، بلفظ واحد للمذكر والمؤنث ، ومن أمثال العرب : أتى عليه ذو أتى على الناس ، أي الذي أتى عليهم ، قال أبو منصور : وهي لغة طيئ ، وذو بمعنى الذي " اه . وفي البيت الذي أنشده في صدر كلامه شاهد كالذي معنا على أن " ذو والتي بمعنى الذي تكون بالواو ولو كان موضعها جرا أو نصبا ، فإن قول الشاعر " ذو سمعت به " نعت لبيت تميم المنصوب على أنه اسم إن ، ولو كانت " ذو " معربة لقال : فإن بيت تميم ذا سمعت به ، فلما جاء بها بالواو في حال النصب علمنا أنه يراها مبنية ، وبناؤها كما علمت على السكون
45
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 45