responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 441


الرؤيا أنم " أي : انسب لرأى التي مصدرها الرؤيا ما نسب لعلم المتعدية إلى اثنين ، فعبر عن الحلمية بما ذكر ، لان " الرؤيا " وإن كانت تقع مصدرا لغير " رأى " الحلمية ، فالمشهور كونها مصدرا لها [1] ، ومثال استعمال " رأى " الحلمية متعدية إلى اثنين قوله تعالى : ( إني أراني أعصر خمرا ) ، فالياء مفعول أول ، و " أعصر خمرا " جملة في موضع المفعول الثاني ، وكذلك قوله :
131 - أبو حنش يؤرقني ، وطلق * ، وعمار ، وآونة أثالا أراهم رفقتي ، حتى إذا ما * تجافى الليل وانخزل انخزالا إذا أنا كالذي يجري لورد * إلى آل ، فلم يدرك بلالا فالهاء والميم في " أراهم " : المفعول الأول ، و " رفقتي " هو المفعول الثاني .
* * * .



[1] المشهور عند علماء اللغة أنك تقول : رأيت رؤيا صالحة ، إذا كنت تريد أنك أبصرت بعينك في حال يقظتك ، وبعض أهل اللغة يوجبون ذلك ، ولا يجيزون خلافه ، وبعضهم يجيز أن تقول : رأيت رؤيا - بالألف - وأنت تريد معنى أبصرت في حال اليقظة ويستشهدون على صحة ذلك بقول الراعي : فكبر للرؤيا وهش فؤاده * وبشر قلبا كان جما بلابله ومع أنهم جوزوا ذلك ، واستدلوا لصحته ، ليس في مكنتهم أن يدعوا كثرته ، بل الكثير المشهور المتعارف هو ما ذكرناه أولا ، ولهذا كان قول الناظم : " ولرأى الرؤيا " إشارة إلى رأى الحلمية . 131 - هذه الأبيات لعمرو بن أحمر الباهلي ، من قصيدة له يندب فيها قومه ويبكيهم ، وأولها قوله : أبت عيناك إلا أن تلحا * وتحتالا بما بهما احتيالا كأنهما سعينا مستغيث * يرجي طالعا بهما ثقالا وهي خرزاهما ، فالماء يجري * خلالهما ، وينسل انسلالا على حيين في عامين شتى * فقد عنى طلابهما وطالا فأية ليلة تأتيك سهوا * فتصبح لا ترى فيهم خيالا والبيت الأول من ثلاثة الأبيات التي رواها الشارح قد استشهد به سيبويه ( ج 1 ص 243 ) في باب الترخيم في غير النداء للضرورة ، وستعرف وجه ذلك فيما يلي في الاعراب . اللغة : " تلحا " من قولهم " ألح السحاب " إذا دام مطره ، يريد أن تدوما على البكاء " سعينا مستغيث " سعينا : مثنى سعين ، وهو تصغير سعن - بوزن قفل - وهي القربة تقطع من نصفها لينبذ فيها ، وربما اتخذت دلوا يستقى بها ، والمستغيث : طالب الغيث وهو المطر " على حيين " متعلق بقوله تلحا ، يقول : امتنعت عيناك عن كل شئ إلا أن يدوم بكاؤهما على حيين " وهي " ضعف أو انشق " أبو حنش ، وطلق ، وعمار ، وأثالا " أعلام رجال " تجافى الليل وانخزل انخزالا " كنايتان عن الظهور ، وبيان ما كان مبهما من أمر هؤلاء " آل " هو السراب وما تراه وسط النهار كأنه ماء وليس بماء " بلالا " - بزنة - كتاب - ما تبل به حلقك من الماء وغيره " آونة " جمع أوان ، مثل زمان وأزمنة ومكان وأمكنة ، والأوان والزمان بمعنى واحد " رفقتي " بضم الراء أو كسرها جمع رفيق " لورد " بكسر الواو وسكون الراء إتيان الماء . الاعراب : " أبو حنش " مبتدأ ، وجملة " يؤرقني " في محل رفع خبر المبتدأ " وعمار " وسائر الاعلام معطوفات على " أبو حنش " ، وقد رخم " أثال " في غير النداء ضرورة ، وأصله أثالة ولم يكتف بترخيمه بحذف آخره ، بل جعل إعرابه على الحرف المحذوف ، وأبقى الحرف الذي قبله على ما كان عليه ، فهو مرفوع بضمة ظاهرة على الحرف المحذوف للترخيم " أراهم " أرى : فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا ، والضمير المتصل البارز مفعول أول " رفقتي " رفقة : مفعول ثان لأرى ، ورفقة مضاف وياء المتكلم مضاف إليه . الشاهد فيه : قوله " أراهم رفقتي " حيث أعمل " أرى " في مفعولين أحدهما الضمير البارز المتصل به ، والثاني قوله " رفقتي " ورأى بمعنى حلم : أي رأى في منامه ، وقد أجريت مجرى " علم " ، وإنما عملت مثل عملها لان بينهما تشابها ، لان الرؤيا إدراك بالحس الباطن ، فلذا أجريت مجراه .

441

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 441
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست