نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 356
يعني أنه يجوز فتح " إن " وكسرها إذا وقعت بعد إذا الفجائية ، نحو " خرجت فإذا إن زيدا قائم " فمن كسرها جعلها جملة ، والتقدير : خرجت فإذا زيد قائم ، ومن فتحها جعلها مع صلتها مصدرا ، وهو مبتدأ خبره إذا الفجائية ، والتقدير " فإذا قيام زيد " أي ففي الحضرة قيام زيد ، ويجوز أن يكون الخبر محذوفا ، والتقدير " خرجت فإذا قيام زيد موجود " [1] ، ومما جاء بالوجهين قوله : 97 - وكنت أرى زيدا - كما قيل - سيدا إذا أنه عبد القفا واللهازم .
[1] هذان الوجهان اللذان جوزهما المؤلف على تقدير فتح همز أن بعد إذا الفجائية مبنيان على الخلاف في إذا الفجائية : أهي حرف أم ظرف ؟ ( انظر ص 244 وما بعدها ) فمن قال هي ظرف مكاني أو زماني جعلها الخبر ، وفتح الهمزة ، ومن قال هي حرف أجاز جعل إن واسمها وخبرها جملة أو جعلها في تأويل مفرد ، وهذا المفرد إما أن يكون خبرا لمبتدأ محذوف ، وإما أن يكون مبتدأ والخبر محذوفا ، فإن جعلتها جملة كسرت الهمزة ، وإن جعلتها مفردا فتحت الهمزة . والحاصل أن من قال " إذا حرف مفاجأة " وهو ابن مالك - جاز عنده كسر همزة إن بعدها على تقدير أن ما بعدها جملة تامة ، وجاز عنده أيضا فتح الهمزة على تقدير أن ما بعدها في تأويل مصدر مبتدأ خبره محذوف أو خبر لمبتدأ محذوف ، وأما من جعل إذا ظرفا زمانيا أو مكانيا فقد أوجب فتح همزة أن على أنها في تأويل مصدر مبتدأ خبره الظرف قبله . ومن هنا يتبين لك أن كلام الناظم وجعله " إن " بعد " إذا " ذات وجهين لا يتم إلا على مذهبه أن إذا الفجائية حرف ، أو على التلفيق من المذهبين : بأن يكون الفتح على مذهب من قال بظرفيتها والكسر على مذهب من قال بحرفيتها ، مع أن من قال بحرفيتها يجوز فيها الفتح أيضا . 97 - هذا البيت من شواهد سيبويه التي لم ينسبوها ، وقال سيبويه قبل أن ينشده ( 1 472 ) : " وسمعت رجلا من العرب ينشد هذا البيت كما أخبرك به " اه . اللغة : " اللهازم " جمع لهزمة - بكسر اللام والزاي - وهي طرف الحلقوم ، ويقال : هي عظم ناتئ تحت الاذن ، وقوله " عبد القفا واللهازم " كناية عن الخسة والدناءة والذلة ، وذلك لان القفا موضع الصفع ، واللهزمة موضع اللكز ، فأنت إذا نظرت إلى هذين الموضعين منه اتضح لك أنه يضرب على قفاه ولهزمته ، وليس أحد يضرب على قفاه ولهزمته غير العبد ، فتعرف من ذلك عبوديته وذلته ودناءته . المعنى : كنت أظن زيدا سيدا كما قيل لي عنه ، فإذا هو ذليل خسيس لا سيادة له ولا شرف . الاعراب : " كنت " كان : فعل ماض ناقص ، والتاء اسمه " أرى " بزنة المبني للمجهول ومعناه أظن - فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنا " زيدا " مفعوله الأول " كما " الكاف جارة ، وما : مصدرية " قيل " فعل ماض مبني للمجهول وما المصدرية مع مدخولها في تأويل مصدر مجرور بالكاف : أي كقول الناس ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف نعت لمصدر محذوف يقع مفعولا مطلقا ، والتقدير : ظنا موافقا قول الناس " سيدا " مفعول ثان لأرى ، والجملة من " أرى " وفاعلها ومفعوليها في محل نصب خبر كان " إذا " فجائية " إنه " إن : حرف توكيد ونصب ، والهاء اسمه " عبد " خبر إن ، وعبد مضاف و " القفا " مضاف إليه " واللهازم " معطوف على القفا . الشاهد فيه : قوله " إذا أنه " حيث جاز في همزة " إن " الوجهان ، فأما الفتح فعلى أن تقدرها مع معموليها بالمفرد الذي هو مصدر ، وإن كان هذا المفرد محتاجا إلى مفرد آخر لتتم بهما جملة ، وهذا الوجه يتأتى على الراجح عند الناظم من أن إذا حرف لا ظرف ، كما أنه يتأتى على القول بأنها ظرف ، وأما الكسر فلتقديرها مع مفعوليها جملة ، وهي في ابتدائها ، قال سيبويه : " فحال إذا ههنا كحالها إذا قلت : مررت فإذا أنه عبد ، تريد مررت به فإذا العبودية واللؤم ، كأنك قلت : مررت فإذا أمره العبودية واللؤم ، ثم وضعت أن في هذا الموضع جاز " اه ، وقال الأعلم : " الشاهد فيه جواز فتح إن وكسرها يعد إذا ، فالكسر على نية وقوع المبتدأ ، والاخبار عنه بإذا ، والتقدير فإذا العبودية ، وإن شئت قدرت الخبر محذوفا على تقدير : فإذا العبودية شأنه " اه . والمحصل من وجوه الاعراب الجائز في هذا الأسلوب أن نقول لك : أما من ذهب إلى أن إذا الفجائية ظرف فأوجب فتح همزة إن ، وجعل أن وما دخلت عليه في تأويل مصدر ، ويجوز لك - حينئذ - ثلاثة أوجه من الاعراب : الأول أن يكون المصدر مبتدأ خبره إذا نفسها ، والثاني أن يكون المصدر مبتدأ خبره محذوف ، أي فإذا العبودية شأنه ، أو فإذا العبودية موجودة ، وهذا تقدير الشارح كغيره ، والثالث أن تجعل المصدر خبر مبتدأ محذوف ، والتقدير فإذا شأنه العبودية ، وهذا تقدير سيبويه كما سمعت في عبارته . وأما من ذهب إلى أن إذا الفجائية حرف فأجاز فتح همزة إن وأجاز كسرها ، فإن فتحتها فهي ومدخولها في تأويل مصدر ، ولك وجهان من الاعراب ، الأول أن تجعل المصدر مبتدأ خبره محذوف ، والثاني : أن تجعل المصدر خبر مبتدأ محذوف ، وليس لك على هذا أن تجعل " إذا " نفسها خبر المبتدأ ، لان إذا حينئذ حرف وليست ظرفا ، وإن كسرتها فليس لك إلا الاعراب الظاهر ، إذ ليس في الكلام تقدير ، فاحفظ هذا والله تعالى يرشدك .
356
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 356