نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 346
< فهرس الموضوعات > معاني هذه الأحرف < / فهرس الموضوعات > < فهرس الموضوعات > عمل هذه الأحرف ، واختلاف النحاة في عملها في الخبر < / فهرس الموضوعات > إن ، وأن ، وكأن ، ولكن ، وليت ، ولعل ، وعدها سيبويه خمسة ، فأسقط " أن " المفتوحة لان أصلها " إن " المكسورة ، كما سيأتي . ومعنى " إن ، وأن " التوكيد ، ومعنى " كأن " التشبيه ، و " لكن " للاستدراك ، وليت " للتمني ، و " لعل " للترجي والاشفاق ، والفرق بين الترجي والتمني أن التمني يكون في الممكن ، نحو : " ليت زيدا قائم " وفي غير الممكن ، نحو : " ليت الشباب يعود يوما " [1] ، وأن الترجي لا يكون إلا في الممكن ، فلا تقول : " لعل الشباب يعود " والفرق بين الترجي والاشفاق أن الترجي يكون في المحبوب ، نحو : " لعل الله يرحمنا " والاشفاق في المكروه نحو : " لعل العدو يقدم " . وهذه الحروف تعمل عكس عمل " كان " فتنصب الاسم ، وترفع الخبر [2] .
[1] قد وردت هذه الجملة في بيت لأبي العتاهية ، وهو قوله : ألا ليت الشباب يعود يوما * فأخبره بما فعل المشيب [2] ههنا أمران يجب أن تتنبه لهما : الأول : أن هذه الحروف لا تدخل على جملة يجب فيها حذف المبتدأ ، كما لا تدخل على مبتدأ لا يخرج عن الابتدائية ، مثل " ما " التعجبية ، كما لا تدخل على مبتدأ يجب له التصدير - أي الوقوع في صدر الجملة كاسم الاستفهام ، ويستثنى من هذا الأخير ضمير الشأن ، فإنه مما يجب تصديره ، وقد دخلت عليه إن في قول الأخطل التغلبي : إن من يدخل الكنيسة يوما * يلق فيها جآذرا وظباء فإن : حرف توكيد ونصب ، واسمها ضمير شأن محذوف ، ومن : اسم شرط مبتدأ وخبره جملة الشرط وجوابه أو إحداهما ، وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن ، ولا يجوز أن تجعل اسم الشرط اسما لان ، لكونه مما يجب له التصدير ، وقد حمل على ذلك قوله صلى الله عليه وسلم : " إن من أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون " فإن : حرف توكيد ونصب ، واسمها ضمير شأن محذوف ، والجار والمجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم ، والمصورون : مبتدأ مؤخر ، وجملة المبتدأ وخبره في محل رفع خبر إن ، وهذا هو الراجح في إعراب هذا الحديث على هذه الرواية ، ومنهم من جعل من في قوله " من أشد " زائدة على مذهب الكسائي الذي يجيز زيادة من الجارة في الايجاب ، ويجعل " أشد " اسم إن . و " المصورون " خبرها وهو مبني على رأي ضعيف ، ولا تدخل هذه الحروف على جملة يكون الخبر فيها طلبيا أو إنشائيا ، فأما قوله تعالى ( إنهم ساء ما كانوا يعملون ) وقوله سبحانه ( إن الله نعما يعظكم به ) وقول الشاعر : إن الذين قتلتم أمس سيدهم * لا تحسبوا ليلهم عن ليلكم ناما فإنها على تقدير قول محذوف يقع خبرا لان ، وتقع هذه الجمل الانشائية معمولة له ، فيكون الكلام من باب حذف العامل وإبقاء المعمول ، والتقدير : إن الذين قتلتم سيدهم مقول في شأنهم لا تحسبوا إلخ ، وكذلك الباقي ، هكذا قالوا ، وهو عندي تكلف والتزام ما لا لزوم له . ويستثنى من ذلك عند هم أن المفتوحة ، فإنها انفردت بجواز وقوع خبرها جملة إنشائية ، وهو مقيس فيما إذا خففت نحو قوله تعالى ( وأن عسى أن يكون قد اقترب أجلهم ) وقوله جل شأنه : ( والخامسة أن غضب الله عليها ) . الامر الثاني : أن جماعة من العلماء - منهم ابن سيده - قد حكوا أن قوما من العرب ينصبون بإن وأخواتها الاسم والخبر جميعا ، واستشهدوا على ذلك بقول ( وينسب إلى عمر بن أبي ربيعة ، ولم أجده في ديوانه ) : إذا اسود جنح الليل فلتأت ولتكن * خطاك خفافا ، إن حراسنا أسدا ويقول محمد بن ذؤيب العماني الفقيمي الراجز يصف فرسا : كأن أذنيه إذا تشوفا * قادمة أو قلما محرفا ويقول ذي الرمة : كأن جلودهن مموهات * على أبشارها ذهبا زلالا ويقول الراجز : * يا ليت أيام الصبا رواجعا * وزعم ابن سلام أن لغة جماعة من تميم - هم قوم رؤبة بن العجاج - نصب الجزأين بإن وأخواتها ، ونسب ذلك أبو حنيفة الدينوري إلى تميم عامة . وجمهرة النحاة لا يسلمون ذلك كله ، وعندهم أن المنصوب الثاني منصوب بعامل محذوف ، وذلك العامل المحذوف هو خبر إن ، وكأنه قال : إن حراسنا يشبهون أسدا ، يا ليت أيام الصبا تكون رواجع .
346
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 346