responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 335


لم يذكر سيبويه في " كرب " إلا تجرد خبرها من " أن " ، وزعم المصنف أن الأصح خلافه ، وهو أنها مثل " كاد " ، فيكون الكثير فيها تجريد خبرها من " أن " ويقل اقترانه بها ، فمن تجريده قوله :
91 - كرب القلب من جواه يذوب * حين قال الوشاة : هند غضوب وسمع من اقترانه بها قوله :
92 - سقاها ذوو الأحلام سجلا على الظما وقد كربت أعناقها أن تقطعا .


91 - قيل : إن هذا البيت لرجل من طيئ ، وقال الأخفش : إنه للكلحبة اليربوعي أحد فرسان بني تميم وشعرائهم المجيدين . اللغة : " جواه " الجوى : شدة الوجد " الوشاة " جمع واش ، وهو التمام الساعي بالافساد بين المتوادين ، والذي يستخرج الحديث بلطف ، ويروى " حين قال العذول " وهو اللائم " غضوب " صفة من الغضب يستوي فيها المذكر المؤنث كصبور . المعنى : لقد قرب قلبي أن يذوب من شدة ما حل به من الوجد والحزن ، حين أبلغني الوشاة الذين يسعون بالافساد بيني وبين من أحبها أنها غاضبة علي . الاعراب : " كرب " فعل ماض ناقص " القلب " اسمه " من جواه " الجار والمجرور متعلق بقوله " يذوب " الآتي ، أو بقوله " كرب " السابق ، وجوى مضاف وضمير الغائب العائد إلى القلب مضاف إليه " يذوب " فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هو يعود إلى القلب ، والجملة من يذوب وفاعله في محل نصب خبر كرب " حين " منصوب على الظرفية الزمانية متعلق بقوله يذوب السابق " قال " فعل ماض " الوشاة " فاعل قال " هند " مبتدأ " غضوب " خبره ، وجملة المبتدأ والخبر في محل نصب مقول القول ، وجملة قال وفاعله ومفعوله في محل جر بإضافة " حين " إليها . الشاهد فيه : قوله " يذوب " حيث أتى بخبر " كرب " فعلا مضارعا مجردا من أن . 92 - البيت لأبي يزيد الأسلمي ، من كلمة له يهجو فيها إبراهيم بن هشام ابن إسماعيل بن هشام بن المغيرة ، والى المدينة من قبل هشام بن عبد الملك بن مروان وكان قد مدحه من قبل فلم ترقه مدحته ، ولم يعطه ، ولم يكتف بالحرمان ، بل أمر به فضرب بالسياط ، وأول هذه الكلمة قوله : مدحت عروقا للندى مصت الثرى حديثا ، فلم تهمم بأن تترعرعا نقائذ بؤس ذاقت الفقر والغنى وحلبت الأيام والدهر أضرعا اللغة : " مصت الثرى حديثا " أراد أنهم حديثو عهد بنعمة ، فكنى عن ذلك المعنى بهذه العبارة ، ولما عبر عنهم أولا بالعروق جعل الكناية من جنس ذلك الكلام " بأن تترعرعا " يروى براءين مهملتين بينهما عين مهملة ، ويروى " تتزعزها " بزاءين معجمتين بينهما عين مهملة كذلك ، ومعناه تتحرك ، يريد أنهم حدثت لهم النعمة بعد البؤس والضيق ، فليس لهم في الكرم عرق ثابت ، فهم لا يتحركون للبذل ، ولا تهش نفوسهم للعطاء " نقائذ " جمع نقيذ ، بمعنى اسم المفعول ، يريد أن ذوي قرابة هؤلاء أنقذوهم من البؤس والفقر " أضرع " هو جمع ضرع ، والعبارة مأخوذة من قول العرب : حلب فلان الدهر أشطره ، يريدون ذاق حلوه ومره " ذوو الأحلام " أصحاب العقول ، ويروى " ذوو الأرحام " وهم الأقارب من جهة النساء " سجلا " - بفتح فسكون - الدلو ما دام فيها ماء قليلا كان ما فيها من الماء أو كثيرا ، وجمعه سجال ، فإن لم يكن فيها ماء أصلا فهي دلو لا غير . ولا يقال حينئذ سجل ، والغرب - بفتح الغين المعجمة وسكون الراء المهملة ، وكذلك الذنوب - بفتح الذال المعجمة - مثل السجل ، يريد أن الذي منحه ذوو أرحام هؤلاء إياهم شئ كثير لو وزع على الناس جميعا لوسعهم وكفاهم ، ولكنهم قوم بخلاء ذوو أثرة وأنانية ، فلا يجودون وإن كثر ما بأيديهم وزاد عن حاجتهم . المعنى : إن هذه العروق التي مدحتها فردتني إنما هي عروق ظلت في الضر والبؤس حتى أنقذها ذوو أرحامها بعد أن أوشكت أن تموت ، ويقصد بذوي أرحامها بني مروان . الاعراب : " سقاها " سقى : فعل ماض ، وضمير الغائبة مفعوله الأول " ذوو " فاعل سقى ، وذوو مضاف ، و " الأحلام " مضاف إليه " سجلا " مفعول ثان لسقى " على الظما " جار ومجرور متعلق بسقاها " وقد " الواو واو الحال ، قد : حرف تحقيق " كربت " كرب : فعل ماض ناقص ، والتاء تاء التأنيث " أعناقها " أعناق اسم كرب ، وأعناق مضاف والضمير مضاف إليه " أن " مصدرية " تقطعا " فعل مضارع حذفت منه إحدى التاءين وأصله تتقطعا منصوب بأن ، والألف للاطلاق ، والفاعل ضمير مستتر فيه جوازا تقديره هي يعود إلى أعناق ، والجملة في محل نصب خبر كرب ، والجملة من كرب واسمها وخبرها في محل نصب حال . الشاهد فيه : قوله " أن تقطعا " حيث أنى بخبر " كرب " فعلا مضارعا مقترنا بأن وهو قليل ، حتى إن سيبويه لم يحك فيه غير التجرد من " أن " ، وفي هذا البيت ( و ) ؟ عليه ، ومثله قول الراجز ، وهو العجاج بن رؤبة : قد برت أو كربت أن تبورا لما رأيت ييهسا مثبورا ومن ورود خبر " كرب " مضارعا غير مقترن بأن سوى الشاهد السابق ( رقم 91 ) قول عمر بن أبي ربيعة المخزومي : فلا تحرمي نفسا عليك مضيقة وقد كربت من شدة الوجد تطلع

335

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 335
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست