responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 327


أي : اقتران خبر " عسى " ب‌ " أن " كثير [1] ، وتجريده من " أن " قليل ، وهذا مذهب سيبويه ومذهب جمهور البصريين أنه لا يتجرد خبرها من " أن " إلا في الشعر ، ولم يرد في القرآن إلا مقترنا ب‌ " أن " قال الله تعالى : ( فعسى الله أن يأتي بالفتح ) ، وقال عز وجل : ( عسى ربكم أن يرحمكم ) .
ومن وروده بدون " أن " قوله :
86 - عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب .



[1] أنت إذا قلت " عسى زيد أن يقوم " فزيد : اسم عسى ، وأن والفعل في تأويل مصدر خبره ، ويلزم على ذلك الاخبار باسم المعنى وهو المصدر عن اسم الذات وهو زيد ، وهو غير الأصل والغالب في كلام العرب . وللعلماء في الجواب عن ذلك أربعة وجوه : أولها : أن الكلام حينئذ على تقدير مضاف ، إما قبل الاسم وكأنك قلت : عسى أمر زيد القيام ، وإما قبل الخبر وكأنك قلت : عسى زيد صاحب القيام ، فعلى الأول تكون قد أخبرت باسم معنى عن اسم معنى ، وعلى الثاني تكون قد أخبرت باسم يدل على الذات عن اسم ذات ، لان اسم الفاعل يدل على الذات التي وقع منها الحدث أو قام بها . وثانيها : أن هذا المصدر في تأويل الصفة ، وكأنك قد قلت : عسى زيد قائما . وثالثها : أن الكلام على ظاهره ، والمقصود المبالغة في زيد حتى كأنه هو نفس القيام . وهذه الوجوه الثلاثة جارية في كل مصدر صريح أو مؤول يخبر به عن اسم الذات ، أو يقع نعتا لاسم ذات ، أو يجئ حالا من اسم الذات . ورابعها : أن " أن " ليست مصدرية في هذا الموضع ، بل هي زائدة ، فكأنك قلت : عسى زيد يقوم ، وهذا وجه ضعيف ، لأنها لو كانت زائدة لم تعمل النصب ، ولسقطت من الكلام في السعة أحيانا ، وهي لا تسقط إلا نادرا لضرورة الشعر . 86 - البيت لهدبة بن خشرم العذري ، من قصيدة قالها وهو في الحبس ، وقد روى أكثر هذه القصيدة أبو علي القالي في أماليه ، وروى أبو السعادات ابن الشجري في حماسته منها أكثر مما رواه أبو علي ، وأول هذه القصيدة قوله : طربت ، وأنت أحيانا طروب * وكيف وقد تعلاك المشيب ؟ يجد النأي ذكرك في فؤادي * إذا ذهلت على النأي القلوب يؤرقني اكتئاب أبي نمير * فقلبي من كآبته كئيب فقلت له : هداك الله ! مهلا * وخير القول ذو اللب المصيب عسى الكرب الذي أمسيت فيه يكون وراءه فرج قريب اللغة : " طربت " الطرب : خفة تصيب الانسان من فرح أو حزن " النأي " البعد " الكرب " الهم والغم " أمسيت " قال ابن المستوفى : يروى بضم التاء وفتحها ، والنحويون إنما يروونه بضم التاء ، والفتح عند أبي حنيفة أولى ، لأنه يخاطب ابن عمه أبا نمير كما هو ظاهر من الأبيات التي رويناها ، وكان أبو نمير معه في السجن . الاعراب : " عسى " فعل ماض ناقص " الكرب " اسم عسى مرفوع به " الذي " اسم موصول صفة للكرب " أمسيت " أمسى : فعل ماض ناقص ، والتاء اسمه " فيه " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر أمسى ، والجملة من أمسى واسمه وخبره لا محل لها صلة الموصول " يكون " فعل مضارع ناقص ، واسمه ضمير مستتر فيه " وراءه " وراء : ظرف متعلق بمحذوف خبر مقدم ، ووراء مضاف والهاء مضاف إليه " فرج " مبتدأ مؤخر " قريب " صفة لفرج ، والجملة من المبتدأ والخبر في محل نصب خبر " يكون " والجملة من " يكون " واسمها وخبرها في محل نصب خبر " عسى " . الشاهد فيه : قوله " يكون وراءه - إلخ " حيث وقع خبر " عسى " فعلا مضارعا مجردا من " أن " المصدرية ، وذلك قليل ، ومثله الشاهد الذي بعده ( ش 87 ) وقول الآخر : عسى الله يغني عن بلاد ابن قادر * بمنهمر جون الرباب سكوب ( المنهمر : أراد به المطر الكثير ، والجون : الأسود ، والرباب : السحاب ، والسحاب الأسود دليل على أنه حافل بالمطر ) ومثل هذه الأبيات قول الآخر : فأما كيس فنجا ، ولكن عسى * يغتر بي حمق لئيم

327

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست