responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 297


" أن ما أنت برا " [ ثم أدغمت النون في الميم ، فصار " أما أنت برا " ] ، ومثله قول الشاعر :
74 - أبا خراشة أما أنت ذا نفر * فإن قومي لم تأكلهم الضبع .


74 - البيت للعباس بن مرداس يخاطب خفاف بن ندبة أبا خراشة ، وهو من شواهد سيبويه ( ج 1 ص 148 ) وخفاف - بزنة غراب - شاعر مشهور ، وقارس مذكور ، من فرسان قيس ، وهو ابن عم صخر ومعاوية وأختهما الخنساء الشاعرة المشهورة ، وندبة - بضم النون أو فتحها - أمه ، واسم أبيه عمير . اللغة : " ذا نفر " يريد ذا قوم تعتز بهم وجماعة تمتلئ بهم فخرا " الضبع " أصله الحيوان المعروف ، ثم استعملوه في السنة الشديدة المجدبة ، قال حمزة الأصفهاني : إن الضبع إذا وقعت في غنم عاثت ، ولم تكتف من الفساد بما يكتفي به الذئب ، ومن إفسادها وإسرافها فيه استعارت العرب اسمها للسنة المجدبة ، فقالوا : أكلتنا الضبع . المعنى : يا أبا خراشة ، إن كنت كثير القوم ، وكنت تعتز بجماعتك فإن قومي موفورون كثيرو العدد لم تأكلهم السنة الشديدة المجدبة ، ولم يضعفهم الحرب ولم تنل منهم الأزمات الاعراب : " أبا " منادى حذفت منه ياء النداء ، وأبا مضاف ، و " خراشة " مضاف إليه " أما " هي عبارة عن أن المصدرية المدغمة في " ما " الزائدة النائبة عن " كان " المحذوفة " أنت " اسم لكان المحذوفة ، " ذا " خبر كان المحذوفة ، وذا مضاف و " نفر " مضاف إليه " فإن " الفاء تعليلية ، إن حرف توكيد ونصب " قومي " قوم اسم إن ، وقوم مضاف والياء ضمير المتكلم مضاف إليه " لم " حرف نفي وجزم وقلب " تأكلهم " تأكل : فعل مضارع مجزوم بلم والضمير مفعول به لتأكل " الضبع " فاعل تأكل ، والجملة من الفعل والفاعل في محل رفع خبر " إن " . الشاهد فيه : قوله " أما أنت ذا نفر " حيث حذف " كان " التي ترفع الاسم وتنصب الخبر ، وعوض عنها " ما " الزائدة وأدغمها في نون أن المصدرية وأبقى اسم " كان " وهو الضمير البارز المنفصل ، وخبرها وهو قوله " ذا نفر " . وأصل الكلام عند البصريين : فخرت على لان كنت ذا نفر ، فحذفت لام التعليل ومتعلقها ، فصار الكلام : أن كنت ذا نفر ، ثم حذفت كان لكثرة الاستعمال قصدا إلى التخفيف ، فانفصل الضمير الذي كان متصلا بكان لأنه لم يبق في الكلام عامل يتصل به هذا الضمير ثم عوض من كان بما الزائدة ، فالتقى حرفان متقاربان - وهما نون أن المصدرية وميم ما الزائدة - فأدغمهما ، فصار الكلام : أما أنت ذا نفر . هذا ، وقد روى ابن دريد وأبو حنيفة الدينوري في مكان هذه العبارة " إما كنت ذا نفر " وعلى روايتهما لا يكون في البيت شاهد لما نحن فيه الآن . ومن شواهد المسألة قول الشاعر : إما أقمت وأما أنت مرتحلا * فالله يكلأ ما تأتي وما تذر

297

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 297
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست