responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 289


وفعل التعجب ، نحو " ما كان أصح علم من تقدما [1] " ولا تزاد في غيره إلا سماعا .
وقد سمعت زيادتها بين الفعل ومرفوعه ، كقولهم [2] : ولدت فاطمة بنت الخرشب الأنمارية الكملة من بني عبس لم يوجد كان أفضل منهم .
و [ قد ] سمع أيضا زيادتها بين الصفة والموصوف كقوله :
69 - فكيف إذا مررت بدار قوم * وجيران لنا كانوا كرام .



[1] مما ورد من زيادتها بين " ما " التعجبية وفعل التعجب قول الشاعر : لله در أنو شروان من رجل * ما كان أعرفه بالدون والسفل ونظيره قول الحماسي ( انظر شرح التبريزي 3 / 22 بتحقيقنا ) : أبا خالد ما كان أوهى مصيبة * أصابت معدا يوم أصبحت ثاويا وقول امرئ القيس بين حجر الكندي ( وهو الشاهد رقم 249 الآتي في هذا الكتاب ) : أرى أم عمر ودمعها قد تحدرا * بكاء على عمرو ، وما كان أصبرا إذا قدرت الكلام وما كان أصبرها ، وقول عروة ابن أذينة : ما كان أحسن فيك العيش مؤتنفا * غضا ، وأطيب في آصالك الأصلا
[2] قائل هذا الكلام هو قيس بن غالب ، في فاطمة بنت الخرشب ، من بني أنمار ابن بغيض بن ريث بن غطفان ، وأولادها هم : أنس الفوارس ، وعمارة الوهاب ، وقيس الحفاظ وربيع الكامل ، وأبوهم زياد العبسي ، وكان كل واحد منهم نادرة أقرانه شجاعة وبسالة ورفعة شأن . 69 - البيت للفرزدق ، من قصيدة له يمدح فيها هشام بن عبد الملك - وقيل : يمدح سليمان بن عبد الملك - وقد أنشده سيبويه ( ج 1 ص 189 ) ببعض تغيير . الاعراب : " كيف " اسم استفهام أشرب معنى التعجب ، وهو مبني على الفتح في محل نصب حال من فاعل هو ضمير مستتر في فعل محذوف ، وتقدير الكلام : كيف أكون ، مثلا " إذا " ظرف لما يستقبل من الزمان " مررت " فعل وفاعل ، والجملة في محل جر بإضافة " إذا " إليها " بدار " جار ومجرور متعلق بمررت ، ودار مضاف و " قوم " مضاف إليه " وجيران " معطوف على دار قوم " لنا " جار ومجرور متعلق بمحذوف صفة لجيران " كانوا " زائدة وستعرف ما فيه " كرام " صفة لجيران مجرور وعلامة جره الكسرة الظاهرة في آخره . الشاهد فيه : قوله " وجيران لنا كانوا كرام " حيث زيدت " كانوا " بين الصفة وهي قوله " كرام " والموصوف وهو قوله " جيران " . هذا مقتضى كلام الشارح العلامة ، وهو ما ذهب إليه إمام النحاة سيبويه ، لكن قال ابن هشام في توضيحه : إن شرط زيادة " كان " أن تكون وحدها ، فلا تزاد مع اسمها ، وأنكر زيادتها في هذا البيت ، وهو تابع في هذا الكلام لأبي العباس محمد بن يزيد المبرد ، فإنه منع زيادة كان في هذا البيت ، على زعمه أنها إنما تزاد مفردة لا اسم لها ولا خبر ، وخرج هذا البيت على أن قوله " لنا " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر كان مقدم عليها ، والواو المتصلة بها اسمها ، وغاية ما في الباب أن الشاعر فصل بين الصفة وموصوفها بجملة كاملة من كان واسمها وخبرها ، وقدم خبر كان على اسمها ، وتقدير الكلام - على هذا - وجيران كرام كانوا لنا . والذي ذهب إليه سيبويه أولى بالرعاية ، لان اتصالها باسمها لا يمنع من زيادتها ، ألا ترى أنهم يلغون " ظننت " متأخرة ومتوسطة ، ولا يمنعهم إسنادها إلى اسمها من إلغائها ، ثم المصير إلى تقديم خبر " كان " عليها والفصل بين الصفة وموصوفها عدول عما هو أصل إلى شئ غيره . قال سيبويه : " وقال الخليل : إن من أفضلهم كان زيدا ، على إلغاء كان ، وشبهه بقوله الشاعر : * وجيران لنا كانوا كرام * " اه‌ وقال الأعلم : " الشاهد فيه إلغاء كان وزيادتها توكيدا وتبيينا لمعنى المضي ، والتقدير وجيران لنا كرام كانوا كذلك " اه‌ . هذا ، ومن شواهد زيادة " كان " بين الصفة وموصوفها - من غير أن تكون متصلة باسمها - قول جابر الكلابي ( وانظر معجم البلدان مادة كتيفة ) : وماؤكما العذب الذي لو شربته شفاء لنفس كان طال اعتلالها فإن جملة " طال اعتلالها " في محل جر صفة لنفس ، وقد زاد بينهما " كان " .

289

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 289
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست