responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 233


تريد أن يكون خبرا ، من غير دليل يدل عليه ، فإن وجد دليل يدل على أن المتقدم خبر جاز ، كقولك " أبو يوسف أبو حنيفة " فيجوز تقدم الخبر وهو أبو حنيفة - لأنه معلوم أن المراد تشبيه أبي يوسف بأبي حنيفة ، لا تشبيه أبي حنيفة بأبي يوسف ، ومنه قوله :
51 - بنونا بنو أبنائنا ، وبناتنا بنوهن أبناء الرجال الأباعد .


51 - نسب جماعة هذا البيت للفرزدق ، وقال قوم : لا يعلم قائله ، مع شهرته في كتب النحاة وأهل المعاني والفرضيين . الاعراب : " بنونا " بنو : خبر مقدم ، وبنو مضاف والضمير مضاف إليه " بنو " مبتدأ مؤخر ، وبنو مضاف وأبناء من " أبنائنا " مضاف إليه ، وأبناء مضاف والضمير مضاف إليه " وبناتنا " الواو عاطفة ، بنات : مبتدأ أول ، وبنات مضاف والضمير مضاف إليه " بنوهن " بنو : مبتدأ ثان ، وبنو مضاف والضمير مضاف إليه " أبناء " خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، وأبناء مضاف و " الرجال " مضاف إليه " الأباعد " صفة للرجال . الشاهد فيه : قوله " بنونا بنو أبنائنا " حيث قدم الخبر وهو " بنونا " على المبتدأ وهو " بنو أبنائنا " مع استواء المبتدأ والخبر في التعريف ، فإن كلا منهما مضاف إلى ضمير المتكلم - وإنما ساغ ذلك لوجود قرينة معنوية تعين المبتدأ منهما ، فإنك قد عرفت أن الخبر هو محط الفائدة ، فما يكون فيه أساس التشبيه وهو الذي تذكر الجملة لأجله - فهو الخبر . وبعد ، فقد قال ابن هشام يعترض على ابن الناظم استشهاده بهذا البيت : " قد يقال إن هذا البيت لا تقديم فيه ولا تأخير ، وإنه جاء على التشبيه - المقلوب ، كقول ذي الرمة : * ورمل كأوراك العذارى قطعته * فكان ينبغي أن يستشهد بما أنشده في شرح التسهيل من قول حسان بن ثابت : قبيلة ألام الاحياء أكرمها وأغدر الناس بالجيران وافيها إذ المراد الاخبار عن أكرمها بأنه ألام الاحياء ، وعن وافيها بأنه أغدر الناس ، لا العكس اه‌ كلام ابن هشام . والجواب عنه من وجهين ، أحدهما : أن التشبيه المقلوب من الأمور النادرة ، والحمل على ما يندر وقوعه لمجرد الاحتمال مما لا يجوز أن يصار إليه ، وإلا فإن كل كلام يمكن تطريق احتمالات بعيدة إليه ، فلا تكون ثمة طمأنينة على إفادة غرض المتكلم بالعبارة ، وثانيهما : أن ما ذكره في بيت حسان من أن الغرض الاخبار عن أكرم هذه القبيلة بأنه ألام الاحياء وعن أوفى هذه القبيلة بأنه أغدر الاحياء ، هذا نفسه يجري في بيت الشاهد فيقال : إن غرض المتكلم الاخبار عن أبناء أبنائهم بأنهم يشبهون أبناءهم ، وليس الغرض أن يخبر عن بنيهم بأنهم يشبهون بني أبنائهم ، فلما صح أن يكون غرض المتكلم معينا للمبتدأ صح الاستشهاد ببيت الشاهد . ومثل بيت الشاهد قول الكميت بن زيد الأسدي : كلام النبيين الهداة كلامنا * وأفعال أهل الجاهلية نفعل فإن الغرض تشبيه كلامهم بكلام النبيين الهداة ، لا العكس .

233

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 233
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست