نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 204
كقوله تعالى : ( ولباس التقوى ذلك خير ) [1] في قراءة من رفع اللباس ( 3 ) أو تكرار المبتدأ بلفظه ، وأكثر ما يكون في مواضع التفخيم كقوله تعالى : ( الحاقة ما الحاقة ) و ( القارعة ما القارعة ) ، وقد يستعمل في غيرها ، كقولك : " زيد ما زيد " ( 4 ) أو عموم يدخل تحته المبتدأ ، نحو " زيد نعم الرجل " . وإن كانت الجملة الواقعة خبرا هي المبتدأ في المعنى لم تحتج إلى رابط ، وهذا معنى قوله : " وإن تكن - إلى آخر البيت " أي : وإن تكن الجملة إياه - أي المبتدأ - في المعنى اكتفى بها عن الرابط ، كقولك : " نطقي الله حسبي " ، فنطقي : مبتدأ [ أ ول ] ، والاسم الكريم : مبتدأ ثان ، وحسبي : خبر عن المبتدأ الثاني ، والمبتدأ الثاني وخبره خبر عن المبتدأ الأول ، واستغنى عن الرابط ، لان قولك " الله حسبي " هو معنى " نطقي " وكذلك " قولي لا إله إلا الله " . * * * .
[1] هذه الآية الكريمة أولها : ( يا بني آدم قد أنزلنا عليكم لباسا يواري سوآتكم وريشا ولباس التقوى ذلك خير ) وقد قرئ فيها في السبعة بنصب " لباس التقوى " وبرفعه ، فأما قراءة النصب فعلى العطف على " لباسا يواري " ولا كلام لنا فيها الآن ، وأما قراءة الرفع فيجوز فيها عدة وجوه من الاعراب ، الأول : أن يكون " لباس التقوى " مبتدأ أول ، و " ذلك " مبتدأ ثانيا ، و " خير " خبر المبتدأ الثاني ، وجملة المبتدأ الثاني وخبره في محل رفع خبر المبتدأ الأول ، وهذا هو الوجه الذي خرج الشارح وغيره من النحاة الآية عليه ، والوجه الثاني : أن يكون " ذلك " بدلا من " لباس التقوى " ، والثالث : أن يكون " ذلك " نعتا للباس التقوى على ما هو مذهب جماعة و " خير " خبر المبتدأ الذي هو " لباس التقوى " وعلى هذين لا شاهد في الآية لما نحن بصدده في هذا الباب .
204
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 204