نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 174
35 - وقد كنت تخفي حب سمراء حقبة فبح لان منها بالذي أنت بائح أي : أنت بائح به . .
35 - هذا البيت لعنترة بن شداد العبسي ، الشاعر المشهور والفارس المذكور ، من كلمة مطلعها : طربت وهاجتك الظباء السوانح * غداة غدت منها سنيح وبارح تغالت بي الأشواق حتى كأنما * بزندين في جوفي من الوجد قادح اللغة : " طربت " الطرب : خفة تعتريك من سرور أو حزن " هاجتك " أثارت همك ، وبعثت شوقك " الظباء " جمع ظبي " السوانح " جمع سانح ، وهو ما أتاك عن يمينك فولاك مياسره من ظبي أو طير أو غيرهما ، ويقال له : سنيح " بارح " هو ضد السانح ، وهو ما أتاك عن يسارك فولاك ميامنه " قادح " اسم فاعل من قدح الزند قدحا ، إذا ضربه لتخرج منه النار " حقبة " - بكسر فسكون - في الأصل تطلق على ثمانين عاما ، وقد أراد بها المدة الطويلة " فبح " أمر من " باح بالأمر يبوح به " : أي أعلنه وأظهره " لان " أي الآن ، فحذف همزة الوصل والهمزة التي بعدم اللام ، ثم فتح اللام لمناسبة الألف ، وقيل : بل هي لغة في الآن ، ومثله قول جرير بن عطية : ألان وقد نزعت إلى نمير * فهذا حين صرت لهم عذابا وقول الآخر : ألا يا هند هند بني عمير * أرث لان وصلك أم جديد ؟ وقول أشجع السلمي : ألان استرحنا واستراحت ركابنا * وأمسك من يجدي ومن كان يجتدي وروى الأعلم بيت الشاهد : تعزيت عن ذكرى سمية حقبة * فبح عنك منها بالذي أنت بائح وأنشده الأخفش كما في الشرح ، وهو كذلك في المشهور من شعر عنترة . الاعراب : " قد " حرف تحقيق " كنت " كان : فعل ماض ناقص ، وتاء المخاطب اسمه مبني على الفتح في محل رفع " تخفي " فعل مضارع ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت ، والجملة من تخفي وفاعله خبر " كان " في محل نصب " حب " مفعول به لتخفي ، وحب مضاف و " سمراء " مضاف إليه " حقبة " ظرف زمان متعلق بتخفي " فبح " فعل أمر ، وفاعله ضمير مستتر فيه وجوبا تقديره أنت " لان " ظرف زمان متعلق ببح " بالذي " جار ومجرور متعلق ببح أيضا " أنت بائح " مبتدأ وخبر ، والجملة منهما لا محل لها صلة الموصول المجرور محلا بالباء ، والعائد محذوف ، وتقدير الكلام : فبح الآن بالذي أنت بائح به . الشاهد فيه : قوله " بالذي أنت بائح " حيث استساغ الشاعر حذف العائد المجرور على الموصول من جملة الصلة ، لكونه مجرورا بمثل الحرف الذي جر الموصول وهو الباء والعامل في الموصول متحد مع العامل في العائد مادة : الأول " بح " والثاني " بائح " ومعنى : لأنهما جميعا من البوح بمعنى الاظهار والاعلان .
174
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني جلد : 1 صفحه : 174