responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 322


أفعال المقاربة ككان كاد وعسى ، لكن ندر * غير مضارع لهذين خبر [1] هذا هو القسم الثاني من الأفعال الناسخة [ للابتداء ] ، وهو " كاد " وأخواتها ، وذكر المصنف منها أحد عشر فعلا ، ولا خلاف في أنها أفعال ، إلا عسى ، فنقل الزاهد عن ثعلب أنها حرف ، ونسب أيضا إلى ابن السراج [2] ، .



[1] " ككان " جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم " كاد " قصد لفظه : مبتدأ مؤخر " لكن " حرف استدراك " ندر " فعل ماض " غير " فاعل ندر ، وغير مضاف و " مضارع " مضاف إليه " لهذين " جار ومجرور متعلق بقوله خبر الآتي " خبر " حال من فاعل ندر ، وقد وقف عليه بالسكون على لغة ربيعة التي تقف على المنصوب المنون بالسكون ، كما يقف سائر العرب على المرفوع والمجرور المنونين .
[2] نص ابن هشام في أكثر كتبه على أن القول بأن " عسى " حرف هو قول الكوفيين ، وتبعهم على ذلك ابن السراج ، ونص في المغني وشرح الشذور على أن ثعلبا يرى هذا ، وثعلب أحد شيوخ الكوفيين ، وملخص مذهبهم أنهم قالوا : عسى حرف ترج ، واستدلوا على ذلك بأنها دلت على معنى لعل ، وبأنها لا تتصرف كما أن لعل كذلك لا تتصرف ، ولما كانت لعل حرفا بالاجماع وجب أن تكون عسى حرفا مثلها ، لقوة التشابه بينهما . ومن العلماء من ذهب إلى أن " عسى " على ضربين ( انظر ص 345 الآتية ) : الضرب الأول ينصب الاسم ويرفع الخبر مثل إن وأخواتها ، وهذه حرف ترج ، ومن شواهدها قول صخر بن العود الحضرمي : فقلت : عساها نار كأس ، وعلها * تشكي فآتي نحوها فأعودها والضرب الثاني : يرفع المبتدأ وينصب الخبر - وهو الذي نتحدث عنه في هذا الباب ، وهو من أفعال المقاربة - وهذا فعل ماض ، بدليل قبوله علامة الأفعال الماضية كتاء الفاعل في نحو قوله تعالى : ( فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض ) وأما جمودها ودلالتها على معنى يدل عليه حرف فلا يخرجانها عن الفعلية ، وكم من فعل يدل على معنى يدل عليه حرف ، وهو مع ذلك جامد ، ولم يخرجه ذلك عن فعليته ، أليست حاشا وعدا وخلا دالة على الاستثناء وهي جامدة ، وقد جاءت حروف بألفاظها ومعانيها ، فلم يكن ذلك موجبا لحرفيتها ؟ وهذا الذي ذكرناه - من أن " عسى " على ضربين ، وأنها في ضرب منهما فعل ، وفي الضرب الآخر حرف - هو مذهب شيخ النحاة سيبويه ( وانظر كتابنا على شرح الأشموني ج 1 ص 463 وما بعدها في الكلام على الشاهد رقم 252 ) . ومن هذا كله يتضح لك : أن في " عسى " ثلاثة أقوال للنحاة ، الأول : أنها فعل في كل حال ، سواء اتصل بها ضمير الرفع أو ضمير النصب أم لم يتصل بها واحد منهما ، وهو قول نحاة البصرة ورجحه المتأخرون ، والثاني : أنها حرف في جميع الأحوال ، سواء اتصل بها ضمير الرفع أو النصب أم لم يتصل بها أحدهما ، وهو قول جمهرة الكوفيين ومنهم ثعلب ، وابن السراج . والثالث : أنها حرف إذا اتصل بها ضمير نصب كما في البيت الذي أنشدناه ، وفعل فيما عدا ذلك ، وهو قول سيبويه شيخ النحاة ، ولا تتسع هذه العجالة السريعة إلى الاحتجاج لكل رأي وتخريج الشواهد على كل مذهب .

322

نام کتاب : شرح ابن عقيل نویسنده : ابن عقيل الهمداني    جلد : 1  صفحه : 322
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست