responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 75


وقد ناهزت الشمس الزوال . والتمس من حضرته ذلك فأجابه إلى السؤال . وكان الخطيب ذلك اليوم شافعياً وقد عقد طيلسانه .
واصلت لادآء الخطبة منصله ولسانه . فأرسل حضرة مولانا الشريف إلى حضرة هذا الفقير .
وأمره بمباشرة الجمعة وقد أدرك وقتها غير يسير فقابل الأمر بالامتثال . وبرز على غير أهبة في الحال . فجمله الله ببركة ملاحظتكم وسدده . وكان الاستمداد في ذلك اليوم من أنفاسكم مدده .
فخطب خطبة ارتجلها على المنبر . وكان المشار إليه في مقام إبراهيم البر . وكان الخطيب بذلك المجمع . بمرأى من أسعد ومسمع . فتعجب من تلك البديهه . وقرض المحب بما يقتضي تنويهه . فالله تعالى يمددنا بمدكم . ويطيل لنا في مددكم . والسلام ومنه هذه الخطبة التي أنشأها لعقد جدي السيد الأمير محمد معصوم ببنت عمه السيد الأمير نصير الدين حسين رحمهم الله تعالى . الحمد لله الذي بعث محمداً المعصوم بالدين القيم والشريعة القائمة . وجعل ملته لسائر الملل عن ارضاع ثدي البقآء فاطمه . أحمده على أن أقام بأحمد نظام الدين فزاد تعظيماً وتشريفاً . وأوحى إليه في الكتاب المبين أن أتبع ملة إبراهيم حنيفا . وأشكره على أن أذهب عن أهل بيته الرجس وطهرهم تطهيرا . وتولى نصره على الأعدآء وكفى بالله ولياً وكفى بالله نصيرا .
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة تطيب بها النفس وتقربها العين . وأشهد أن سيدنا ومولانا محمداً عبده ورسوله المجعول ذريته من نسل الحسن والحسين . صلى الله عليه وعلى آله الذين من تمسك بولائهم فقد ازدلف إلى الله قربا . وعمل بمضمون قوله تعالى قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى . وعلى أصحابه الذين دلت سورة الفتح على مناقبهم .
وقلت الأنجم عن بلوغ شأو مراتبهم . صلاة وسلاماً يتقارنان تقارن الايجاب والقبول .
ويتواردان عليه مع نسائم الصبا والقبول . أما بعد فإن العنصر النبوي لا يزال ظاهر النمر طاهر الانتماء . كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء . ناهيك بنتيجة مقدمتاها الوصي والبتول . فلا غرو إن زكت الفروع لزكا هاتيك الأصول . فمن ثم وجب أن تصرف الهمم العلية إلى تكثير فروعها وثمارها .
وتوجه الشيم الأبية إلى تقريرها واستقرارها . وذلك بالنكاح الذي به تحفظ الأنساب . ويكون لبقائه ثم من أتم العلل وأقوى الأسباب . كيف وقد نطق الكتاب العزيز بمشروعيته . ودلت الأحاديث النبوية على سنيته . قال الله تعالى علواً وقدراً . وهو الذي خلق من الماء بشراً فجعله نسباً وصهرا . وقال تعالى مهنياً لعباده بهذه النعمة . ومن آياته ان خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة .

75

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 75
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست