ويمتع بكم الرعايا . بل كافة البرايا . والسلام . على الدوام . ومنه ما كتبه إلى الشريف إدريس بن الحسن سلطان مكة المشرفة مهنياً له بالبرء من مرضه الذي مرضه بالشرق . يقبل الأرض متضرع اعتاض من الهجوع الهجود . وارتاض بالركوع والسجود . ولاذ بالملتزم الشريف والمستجار . وعاذ بالركن المنيف والاستار . وتوصل إلى الله تعالى بكل نبي ورسول . وتوسل إليه في أعز مرام وسول . مذ طرقه طارق أسهره وأقلقه . وأوقعه في بحار الفكر والمغرقة . وأضجعه على القتاد والمعك . حين لايم ذلك الجسد الشريف الوعك . فإني لك والتجري على حمي مصون بأسوار السور . يحوط بها عن تطرق الحوادث والغير . لم يزل قايماً في طاعة خالقة ومنشيه . دائماً في مساعي مبدعة ومبديه . كيف تطرقت الحمى إلى ذلك الحمي . وإني استجازت المقام حيثما . يا لها جرأة على متهيب . واقداماً على ممتنع متجنب . لكن لا بدع في ذلك . ولا عجب مما هنالك . فمنازل الحمى الجسوم فقل لنا * ما عذرها في تركها خيراتها أعجب بها شرفاً فطال وقوفها * لتأمل الأعضاء لا لاذاتها وإلا فكيف تعلك الدنيا بشيء * وأنت المستغاث لم ينوب وكيف تنوبك الدنيا بداء * وأنت لعلة الدنيا طبيب فوعزتك القعسا . وصحتك التي أطابت للمعالي نفساً . لئن اعتللت فقد اعتلت لعلتك السماء والأرض . وتمارض لمرضك الباس والكرم المحض . بل اعتل لعلتك في العيون الغمض . وذوى لذلك شباب الزمان الغض . فالحمد لله الذي أزال العرض بعد حصول الانتفاع بثوابه . وابعد المرض عن ذلك الجسم اللطيف وما ثوى به . فقد رفعت في ساحات التهاني رايات البشاير . وتليت في منازل الأماني آيات الأشاير وظهر برهان البعد الباهر . وأنشد لسان المجد معبراً عن ضميره باسمه الطاهر . فقال . واطلب المقال . المجد عوفي مذ عوفيت والكرم * وزال عنك إلى أعدائك الألم صحت بصحتك الغارات وابتهجت * بها المكارم وانهلت بها الديم وراجع الشمس نور كان فارقها * كأنما فقده من جسمها سقم فنوسع المنعم على هذه النعمة حمداً وشكراً . ونصير الثناء على ذلك اللسان ذكراً وللجنان ذكراً . إذ من علينا بشفاء سيد تفرد في شأو المعالي . وارتفع شأنه على الأثير