على ابن معين باب الأعواز . وتواتر خبر فضله . وعرف حديث بيته القديم ولم يكن غريباً في أهله . واعترف له ابن كثير بقلة الجمع . وقال الفخر لمعقوله ما أنت وأدلة السمع . وتطامن ابن الحاجب لشرف أصله . ومنى القطب بالقطوب عند بيان جنسه وفصله . وأصبح النظام لديه مجدلاً . وكان الانسان أكثر شيء جدلاً . وابن مالك عنه اكتسب تلك الملكة في العربية . وأقر ابن عصفور إنه ليست له حوصلة على هذه الفنون الأدبية . وأضحى به مذهب النعمان منصوراً . ونصر الايمان عليه مقصوراً وأناط به ملك الربع المسكون مهمات الدين والدنيا . فأبان فيهما عن الباع الأطول واليد العليا . وصارت أعتابه العلية لذوي الفضائل قبله . وأبوابه السنية مترافعة عن أن يحظي النجم منها بقبله . ما قصدها قاصد من مشارق الأرض ومغاربها . إلا ونال أقصى مرام نفسه ومطالبها . ولا انتسب إليها منتسب إلا ارتفع قدره على الفلك . وكان دليلاً على أفضلية خواص البشر على خواص الملك . سيدنا ومولانا وسندنا وملجأنا . شيخ الاسلام . ومفتي الأنام . مولانا محمد أفندي بن سعد الدين . لا زال مؤيداً به الشرع المبين . ولا برح الاسلام به مؤيد الحجج والبراهين . والايمان به مسدد الأدلة والتبيين . وينهى إلى حضرته التي هي الغاية القصوى للآمل . والنهاية الرجوى لكل عالم وعامل . بعد إهداء سلام عبق الأكوان عنبره وريحه . ونبت في الأرجاء الحرمية عبهره وشيحه . مع دعاء ترفعه الملائكة من مواطن الإجابة . وتثبته في دواوين الدعوات المستجابة . البقاء على صدق الخلوص في الانتساب . إلى ذلك المقام العالي . الذي هو عند أولي الألباب . من أعظم المفاخر والمعالي . ولعمري لهو الشرف الأقعس . والمجد الأنفس . فنسأل الله تعالى أن يبقيه على رؤسنا تاجاً . ولنفوسنا طريقاً إلي الخير ومنهاجاً . هذا وقد ورد الكتاب الكريم . والخطاب الوسيم . فتشرفنا بوصوله . وتزينت حلالنا بحلوله . واتخذناه خوذة من سطعات الدهر . وعوذة من تسلطات القهر . وقر الناظر وصوله . وسر الخاطر حلوله . كيف لا وقد تضمن تبليغ المراد والمرام . والانعام بمناصب الافتاء والخطابة والإمامة بالمسجد الحرام . لا زالت منن مولانا في أعناق الأنام . هي الأطواق والناس أكمام . إلى غير ذلك والسلام . ومنه ما كتبه إلى السيد محسن بن الحسين حين صالح عمه الشريف إدريس ابن الحسن وذلك في عام خمس عشرة بعد الألف . يقبل الأرض مهنياً بما عم بشره كافة البشر . ورفعت له في قلوب الرعايا رايات الفرح والظفر . ودقت له نوبات التهاني .