responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 536


بنيه اصبروا فالصبر أجمل حلة * تردي بها من مس جانبه الضر فلولا انقضا الأعوام ما فني الدهر * ولولا فنا الأيام ما نفد الشهر ودونكم من لجة الفكر درة * منظمة يعنو لها النظم والشهر وعذراء من حر الكلام خريدة * بأمثالها في الشعر يفتخر الشعر وما مهركم إلا قبولكم لها * لقد كرمت ممهورة وغلى المهر وكان بينه وبني الشريف العلامة ماجد بن هاشم البحراني رحمه الله تعالى مطارحات ومحاورات في الأدب فمن ذلك ما حكاه في ديوانه قال كنت عنده ليلة والسماء دكناء الجلباب .
كاسية السحاب . فأخذنا في الأدب فقلت توشحت السماء ببرد غيم * فاجمل بالموشح والوشاح فقال الشريف العلامة فقم وانهض إلى فرط التصابي * فليس عليك فيها من جناح .
فقلت امط فدم البراني واجل منها * بآفاق الكؤوس شموس راح .
فقال الشريف كميت أن تشب بنمير ماءٍ * يسكن ما اعتراها من جماح .
فقلت تولد فوقها حببٌ إذا ما * تغشاها فتى الماء القراح .
فقال الشريف وتنزل من فم المبزال نبضاً * كما نبض الدماء من الجراح .
فقلت بكف مخضب الكفين رخص * فسادي في محبته صلاحي قلت وللمتقدمين من هذا النمط كثير والإجازات في المصاريع أصعب منها في الأبيات وعلى كثرة ما ذكره أرباب الأدب من النوعين فلم أسمع ألطف مما حكى أن أبا بكر بن المنخل وأبا بكر الملاح الشلبيين المغربيين كانا متواخين متصافين ولهما ابنان صغيران قد برعا في الطلب وحازا قصب السبق في حلبة الأدب فتهاج الاثنان بأقذع هجا فركب ابن المنخل في سحر من الأسحار مع ابن عبد الله فجعل يعتبه على هجا ابن الملاح وقال له يا بني قد قطعت ما بيني وبين صديقي وصفني أبي بكر في اقذاعك بابنه فقال له ابنه أنه قد بدا والبادي أظلم .
وإنما يلحى من بالشر تقدم . فعذره أبوه فبينما هم على ذلك إذ أقبلا على واد تنق فيه ضفادع فقال أبو بكر لابنه أجز . تنق ضفادع الوادي . فقال ابنه . بصوت غير معتاد . فقال الشيخ . كان تفتق مقولها . فقال ابنه . بنو الملاح قصاد . فلما أحست الضفادع بهما صمتت فقال أبو بكر .
وتصمت مثل صمتهم .

536

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 536
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست