اللّه لي من أبقع * صبغت حلوكته ثيابي أقوى وأبلغ في القطي * عة من دعاء مستجاب وافاك في برد الغراب * ينعى الصبا نعي الغراب ألبسته ثوب الشباب * فكان أكذب من سراب فإذا خضبت بياضه * ضحك المشيب على خضابي ولنقتصر مما أردنا ايراده على هذا المقدار . فقد طال الاحتيار وطار . وليس فيه الأكل طيب مختار . ومن تجنب الاعتساف . وتجل من الانصاف بجميل الأوصاف علم صدق ما أدعيته فيه . وتحقق إني لم أوفد ولا أوفيه . يفنى الكلام ولا يحيط بفضله * أيحيط ما يفنى بمالاً ينفد الشيخ حسين بن شهاب الدين بن حسين بن خاندار الشامي الكركي العاملي طودرسي في مقر العلم ورسخ . خطة الجهل بما خط ونسخ . علا به من حديث الفضل اساده . وأقوى به من الأدب اقواؤه وسناده . رأيته فرأيت منه فرداً في الفضائل وحيداً . وكاملاً لا يجد الكمال عنه محيداً . تحل له الحبي وتعقد عليه الخناصر . أوفي على من قبله وبفضله اعترف المعاصر . يستوعب قماطر العلم حفظاً بين مقروء ومسموع . ويجمع شوارد الفضل جمعاً هو في الحقيقة منتهى الجموع . حتى لم ير مثله في الجد على نشر العلم واحياء مواته . وحرصه على جميع أسبابه وتحصيل أدواته . كتب بخطه . ما يكل لسان القلم عن ضبطه . واشتغل بعلم الطب في أواخر عمره . فتحكم في الأرواح والأجساد بنهيه وأمره . غير أنه كان كثير الدعوى . قليل العائدة والجدوى . لا تزال سهام آرائه فيه طائشة عن الغرض . وإذا أصابت فلا تخطي نفوس أولي المرض . فكم عليل ذهب ولم يلف لديه فرج . فأنشد أنا العقيل بلا اثم ولا حرج الناس يلحون الطبيب وإنما غلط الطبيب إصابة المقدور . ومع ذلك فقد طوي أديمه . من الأدب على أغزر ديمه . ومتى انقهقهت لهاة قاله بالشعر . أرخص من عقود اللآلي كل غالي السعر . إلى ظرف شميم وشمائل . تطيب بأنفاسها الصبا والشمائل والمام بنوادر المجون يحلى به حديثه والحديث شجون . ولم يزل ينتقل في البلاد ويتقلب . حتى قدم على الوالد قدوم أخي العرب على آل المهلب . وذلك في سنة أربع وسبعين فأحله الوالد لديه . محلا