responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 292


الكمون والخفاء . حتى إذا نزلت في محروسات آذان السامعين . وحلت في مانوسات مشاعر الناظرين . نزعت ملابسها الجزئية . فتجردت عن ملابسها الهيولانية . وسكنت في مواطنها القلبية . ورجعت بعد قطع تلك المسالك . إلى ما كانت عليه قبل ذلك . كما بدأكم تعودون . وإلى ما كنتم عليه تؤبون . انزل مقامك فهو أول موطن .
سافرت منه إلى جهات العالم ومنه قوله سانحه قد تهب من عالم القدس . نفحة من نفحات الانس . على قلوب أصحاب العلائق الدينية . والعلائق الدنيوية . فتقطر بذلك مشام أرواحهم . وتجري روح الحقيقة في رميم أشباحهم . فيدركون قبح الأنفاس الجسمانية . ويذعنون بخساسة الانتكاس في مهاوي القيود الهيولانية . فيميلون إلى سلوك مسالك الرشاد . وينتبهون من نوم الغفلة عن البداء والمعاد . لكن هذا التنبه سريع الزوال ورحى الاضمحلال فيا ليته يبقى إلى حصول جذبة الهية تميط عنهم أدناس عالم الزور . وتطهرهم من أرجاس دار الغرور . ثم إنهم عند زوال تلك النفحة القدسية .
وانقضاء هاتيك النسمة الانسية يعودون إلى الانعكاس . في تلك الأدناس . فيتأسفون على ذلك الحال . الرفيع المنال وينادي لسان حالهم بهذا المقال . إن كانوا من أصحاب الكمال تيرى زدى وزخم دل اسوده شدازان . هان أي طبيب خست ولان مرهم ذكر وقوله سانحه قد جرى ذكري يوماً من الأيام في بعض المجالس العالية . والمحافل السامية . فبلغني أن بعض الحضار ممن يدعى الوفاق . وعادته النفاق . ويظهر الوداد . ودأبه العناد . جرى في ميدان البغي والعدوان . وأطلق لسانه في الغيبة والبهتان . ونسب إلي من العيوب ما لم تزل فيه . ونسي قوله تعالى أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه . فلما علم أني علمت بذلك . ووقفت على سلوكه في تلك المسالك . كتب إلي رقعة طويلة الذيل . مشحونة بالندم والويل . يطلب فيها الرضا . ويلتمس الاغماض عما مضى . فكتبت إليه في الجواب . جزاك الله خيراً فيما أهديت إلي من الثواب .
وثقلت به ميزان حسناتي يوم الحساب . فقد روينا عن سيد البشر . والشفيع المشفع في المحشر .
أنه قال يجاء بالعبد يوم القيامة فتوضع حسناته في كفة وسيئاته في كفة فترجح السيئات فتجيء بطاقة فتقع في كفة الحسنات فترجح بها فيقول يا رب ما هذه البطاقة فيقول عز وجل هذا ما قيل فيك وأنت منه بريء فهذا الحديث قد أوجب بمنطوقه علي . أن أشكر ما

292

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 292
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست