والبيتان اللذان بعده من قصيدة للقاضي أبي بكر أحمد الأرجاني ومعنى البيت الثالث منها مأخوذ من قول أبي الحسن محمد بن عبيد الله السلامي في عضد الدولة بن بوية من قصيدة وهو قوله إليك طوي عرض البسيطة عاجلاً * قصاري المطايا أن يلوح لها القصر فكنت وعزمي في الظلام وصارمي * ثلاثة أشياء كما اجتمع البشر وبشرت آمالي بملك هو الورى * ودار هي الدنيا ويوم هو الدهر وألم المتنبي ببعض هذا المعنى في قوله هي الغرض الأقصى ورويتك المنى * ومنزلك الدنيا وأنت الخلائق ومنه أخذ أبو محمد عبد الحكم بن إبراهيم العراقي الخطيب حيث قال مخاطباً بعض الوزراء فلأي باب غير بابك أقرع * وبأي جود غير جودك أطمع سدت على مسالكي ومذاهبي * إلا إليك فدلني ما أصنع فكأنما الأبواب بابك وحده * وكأنما أنت الخلائق أجمع رجع وقرأت بخط الأديب أحمد بن عبد الله المذكور ما نصه أبو عبد الله محمد بن أحمد بن يحيى العثماني الديباجي من أولاد محمد بن الديباج سمع الحديث وتفقه وكان عالماً بمذهب الأشعري قال الشيخ أبو الفرج بن الجوزي سمعته يعظ بجامع القصر ببغداد وهو ينشد دع جفوني يحق لي أن تبوحا * لم تدع لي الذنوب قلباً صحيحاً أخلقت بهجتي أكف المعاصي * ونعاني المشيب نعياً فصيحا كلما قلت قد بري جرح قلبي * عاد قلبي من الذنوب جريحا إنما الفوز والنعيم لعبد * جاء في الحشر آمناً مستريحا قال كاتب أصله الفقير أحمد بن عبد الله البري الحنفي لطف الله بنا وبه مخمساً لها بين المصراعين ليلة الاثنين سادس عشر جمادي الآخرة سنة تسع وستين وألف قوله دع جفوني يحق لي أن تبوحا * يا نصوحي فقد عصيت النصوحا لا تلمني فالحال زاد وضوحا * إن عندي لمتن قلبي شروحا لم تدع لي الذنوب قلباً صحيحاً