وسكنت الفتن . واجتمع الثمل بثمرات الفؤاد فجذل وأطمأن . فأوسع ربه حمداً وشكراً . وأخذ بحظ وافر من هذه البشرى . وتجاسر على بعث هذه العبودية . لنتوب عنه في التهنئة وتقبل تلك الكف الطاهرة الزكية . وتنهى إن هذا العبد المحب القديم . والصديق الصادق الحميم . باق على المألوف منه والمعهود . راق في معارج حفظ المودات والعهود . دأبه تذكر تلك الأوقات الشريفات . والتلهف على ما مضى من تلك الساعات وفات . يا ليت شعري هل ليالي اللقا . أبية أم مالها من إياب أيام أن يدع الهوى استجب * فاليوم هل لي يا ترى من جواب أبلغ سلامي سيدي إنه * دعا فؤادي شوقه فاستجاب ومن شعره ما راجع به الوالد وقد كتب إليه هذه القصيدة الفريدة قال الوالد وكان ارسالها إليه ليلة الجمعة ثامن عشر ذي القعدة الحرام سنة خمسين وألف عام زيارتي المدينة المنورة . والبقعة المطهرة . هبت نسائم آصال وابكار * تروي أحاديث أخداني وسمّاري وأسندت عن ربي سلع وكاظمة * ولعلع وعقيق ثم ذي قار وشيخ وادي النقا والرقمتين وعن * بانات نجد وذات الرند والغار وعن ورود زرود واللوى وعن * الحجاز تتلو لتذكاري واخباري والمنحني ثم جمع ثم خيف منى * وزمزم ورد أخبار وأبرار والمستجار وأكناف الحطيم وعن * مقام قوم زواكي الأصل أطهار وعن كدا وحجون ثم عن حرم * قد جمعت فيه أوطاني وأوطاري وعنعت خبراً ترويه عن زهر * بزاهر لذّ مرفوعاً بتكرار مسلسل حل بالفيحاء مسنده * وطاف بالكعبة الزهرا لزوّار فعاد قلبي قطاة عافها شرك * وهت به وغدت شبهاً لمخوار باتت طوال لياليها تجاذبه * فخانها ما أعدته لتطيار لأنه نضو بين لا يطيق ذمي * مولها ذا هلا عن حفظ أسرار أباح ما كان ذا صون لديه فقد * وشى به عند حي كالحيا جاري ولا وفى بالذي أبداه من جلد * يوم الوداع تلقي خسف تسعار وهمت قلبي غداة البين فارقني * وصوت منه عديماً مبعداً عاري