حضيرة قدس تتوالد من غصونها ولدان القريض . وحديقة أنس تقتطف أزهار الأرب الغض من غصون روضها الأريض . دل مخبرها الحسن الأوصاف . على بلاغة منشيها . وشهد مخبرها عند قاضي الانصاف . ببراعة موشيها . فلو تعقل تألق جوهرها الفرد أرباب السبع المعلقات لتعلقوا بالسبعة الأقاليم . أو ذاق حلاوة منثورها المسلسل في الرقاع ابن سكرة لشق مرارة السبعة الأقلام وتجرع صبراً ومآليم . ولعمري إن هذا الشهاب لشاب قد أطفأ بنور قصيدته أنوار قصائد الكهول واخمد . وأيم الله أنه قد أعجز من قبله وأعجز من بعده ولا بدع إذ ظهرت معجزة أحمد . ولله دره من جهبذ أجاد هذا الوزن وأحسن التنقاد . ومرس خرم آناف المعاني فأصبحت ببرة بيانه البديع تنقاد . ومؤدب راض بسوط أدبه صعاب القوافي فذلل منها كل شموس . ومهذب خاض من الشعر بحر الظلمات فصير آفاته مطالع البدور ومغارب الشموس . فيا لله ما أبدع ما أبداه من هذا السحر الحلال . وما أبعد على من سواه ما أسداه من لحمة هذا المشجر الحسن المنوال . قل لبني الآداب إن تنظموا * فكذا يكون نظم القريض أو فاتركوا الفضل لأبنائه * ولا تخوضوا في الطويل العريض وكيف لا يسمو شاؤه الرفيع . ولم لا يعلو شأنه البديع . وقد ازدان بصفات من يتحلى عاطل جيد المدح بذكره . وازداد حسناً بنعوت من تتشرف ألسن الأقلام بحمده وشكره . لم يزنه الثناء يوماً عليه * بل حلي ذكره يزين الثناء من له الله مادح في كتاب * لا يرى ما سواه إلا نتاء غير أن النبي قوبل بالمد * ح وجازى وشرع الاتساء ذا عليّ في الاسم والوصف شمس * ما رأينا على علاها غطاء فجدير بأن تنير على الما * دح حتى بها يرى الأشياء والمأمول من هذه الحضرة التي جلت بما ذكر على المدح قدراً . وتنزلت عن مستحقها فقابلته وقبلته كرماً وجبراً . أن تجتلي هذه العروس المنصوصة في أريكة بعين الرضا الجليلة . وتجلها الصدر وتوليها اليد جرياً على عوائدها المألوفة الجميلة . وفي إجازة المصطفى كعباً بالبردة التي بيعت بمائة ألف درهم تشريع أي تشريع . ودليل على تأويل ما يوهمه بعض الأحاديث ليقع الجمع بين كلام الشفيع . صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين السميع . ما جليت خود على كفئها مختالة في زهو عجيب بديع . قال ذلك بفمه . وزبره بقلمه . فقير