يا مهدياً لي من سنيّ نظامه * ونثاره دراً بهيّ المنظر شكراً لفضلك شكر ممنون فقد * حليت جيدي من نظام الجوهري سلام ما المسك الداري بأذكى منه نفحاً . وثناء * ما الزهر الدراري بأبهي منه لمحا سلام على تلك الخلائق إنها * هي الثمرات الطيبات إذا تجنى ثناء على تلك المكارم إنها * هي الشرفات العاليات إذا تبني وبعد فقد وصلت الكراسة العظيمة . الحاوية من الدر نثيره ونظيمه . فما الدراري في أفلاكها . ولا الدرر في أسلاكها . بأبهى من كلماتها في ترصيعها . ؟ وأزهي من فقراتها في تسجيعها . ولقد حار المملوك بين ذلك المنظوم والمنثور . فوقف متعجباً حتى تذكر الحديث المأثور . إن من العشر لحكمه . وإن من البيان لسحراً . فعلم أن مثل ذلك ليس إلا في قدرة من سحر بالبيان وسخر بالعقول سخراً . على رسلك يا فارس البلاغة . والأخذ من حسن القول بلاغة . إذا جريت في مضمارك فمن يجاريك . وإذا بريت أقلامك فمن يباريك . فلله شهاب فكرك الذي قد وقد . وأقلامك النافثات في العقود لا في العقد . ما هذا السحر الذي تتلى عنده سورة الفلق . وما هذا النظم والنثر اللذان أصبح منهما البلغاء في قلق . فهلا غضضت من عنانك قليلاً . وأرحت من راح جواد فكره وراءك كليلاً . ولعمري أن البلاغة قد قلدتك مقاليدها . وملكتك طريفها وتليدها . فأنت حميد الكلام ولا أقول عبد حميده . فلو تأخر عصره لكان من أقل خدام فضلك وأذل عبيده . ولا يتوهم المولى أن ذلك من باب المبالغة . في اطراء تلك الكلمات البالغة . والقلم وما يسطرون . لو سمع ما يصفه به أهل البلاغة ويطرون . لعلم أن المملوك موجز . عندما قيل في ذلك المعجز . فالله تعالى يديمك للبلاغة والبراعه . ويبقى بوجودك وجود الأدب واليراعه . فإن الأدب جسم أنت له روح . ولولاك لأصبح وهو بالعراء مطروح . فراجعني بقوله يا مهدياً وشي الربيع المزهر * بل روضة تزهو بحسن المنظر غناء باكرها الحيا وتفتحت * أزهارها غب السحاب الممطر ردّت لنا من نشرها زمن الصبا * وشممت منها طيب تلك الأعصر ارتاح سكراً من سلافة لفظها * وهي المصونة عن خمار المسكر للّه درك من همام بارع * في كل فن غنية المستخبر ما هذه الدرر التي أبرزتها * شبه المجرة في خلال الأسطر