responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 173


بأثقال الفضل وأعبائه . هو الشيخ ظهير الدين . أحد العلماء المهتدين . كان له بشيراز مدرسة وطلبه . ورتبة أحرز بها من الخير ما طلبه . جامع بين الحقيقة والشريعة . واصل إلى مراتب الفضل بأوثق ذريعة . وولد الملا على هذا بمكة المشرفة ونشأ بها . ولحظته بالسعادة عناية ربها . فأكب على طلب العلم وتحصيله . وتأثيل الفضل وتأصيله . حتى ظهر شانه . وتهدلت بفنون العلم أفنانه . فلما نبابه الوطن . وضاق عنه العطن . ارتاج السفر . وأمل حصول الظفر . وامتثل قول الأول وإذا نبابك منزل فتحول فدخل العجم أولاً والهند ثانياً . وراح لعنانه عن أوطانه ثانياً . فاختطفته المنيه . في بعض البلاد الهندية . أنضر ما يكون شباباً . وأحكم ما يكون أسباباً . وذلك في عام إحدى وخمسين وألف . رحمه الله تعالى . وهذه نبذة من نثره المعجب . وكلامه المعرق المنجب . فمنه ما كتبه إلى الشيخ حنيف الدين ابن الشيخ عبد الرحمن المرشدي مراجعاً وهو بقرية السلامة من أعمال الطائف . ما ألحان السواجع في حدائق ذات بهجة تحتها الأنهار . وما ترجيع البلابل على أغصان خميلة رنحتها نسائم الأصائل والأسحار . بأطيب من تسجيع كتاب جمع الفضائل .
فهزم جمع الأفاضل . وحاز أزهار فصاحة تقصر عنها يد المتناول . وإن اقتطفها منشئه بأطراف الأنامل . أزكى لهيب الأشواق بلطائف عباراته . فهيج أشجان الفؤاد وما يدري .
وأضرم نيران الفراق بمحاسن إشاراته . فكأنما أثار بهذا طائراً كان في صدري .
أتاني كتاب لو يمرّ نسيمه * بقبر لأحيا نشره صاحب القبر وذكرني شوقاً وما كنت ناسياً * ولكنه تجديد ذكر على ذكر لله دره من كتاب ينعش الأفئدة كما ينعش العليل نسيم السلامة . ويفعل بألباب ذوي الآداب ما يقصر عن مثل طلا الحبيب ونشوة المدامه . أزرت جواهره المنثورة بالعقد الثمين في جيد الحسنا . وقضت دراري الأفلاك بأن زواهر ألفاظه المشرقة أبهى وأسنى . ما استغرب الفكر تشييد معالي مبانيه الفائقة . ولا استنكر نسيم خمائل معانيه الرائقة . لعلمه بأن مولانا هو الذي أتقن هذا البناء وأحكم . حتى يقول من أين هذا النفس الطيب بل قال شنشنة أعرفها من أخزم .
لا زلتم تحيون بهذه الآثار مآثر سيدنا الذي كان في العلوم كضوء على علم . وتثبتون في صفائح الصحائف ما يقال عند رؤيته ومن يشابه ابه فما ظلم . هذا وقد اشتغل اليراع بوصف ذلك الكتاب عن ذكر ألقاب ناظم عقده . وتاه في طيار

173

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 173
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست