دوحة أفصح من نطق بالضاد . وأوتي جوامع الكلم فآمن بمعجزها كل حاضر وباد . فاعجاز البلاغة تراثه . وإن من البيان لسحراً وإن من الشعر لحكمة ميراثه . ثم أبت نفسه الأبيه . وأنفت همة كماله العلية . أن يقتصر على تليد مفاخره العديدة . حتى شفعها بطريف مآثره الحميدة . فبلغ في المعاني الغايات . واخرس من تصدى لاحصاء ما أعطى من الكمالات فإن قميصاً حيك من نسج تسعة * وعشرين حرفاً عن علاه قصير فعلى رسلك يا مولاي فجدك صلى الله عليه وآله وسلم القائل . أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم . وقد خاطبت الملوك بما يرد شقاشق البلغاء المبرزين في لهاة فحولهم . فكيف به وليس هو منهم في عير ولا نفير . ولا يعد منهم في قبيل ولا دبير . وقد الجأته الضرورة إلى ارتكاب أول القبيحين مقابلة الدر بالخشب . واغلاق باب المكاتبة فيعود نهاره لذلك كليل فتى الفتيان في حلب . ثم ما طرز به الكتاب . وحبر بوشيه الخطاب . من فقد المحبة الذي لا يزال المملوك به مثرياً . ولحديثه راوياً . ولعطاش الفقراء إليه مروياً . فقد يحمد الله غذى بلبانها . ورتع في ميدانها . وكرع من غدرانها . وتمسك بأشطانها . وضربت عنده بجرانها . فصار بها مذ كان في المهد صبياً صبا . وتلقاها في ضمن كريمة قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى . إن المودة في قربى النبي غني * لا يستميل فؤادي عنه تمويل فهي لا تنفك كما ذكر مخدومي تزداد كثره . فيزداد بها القلب مسره . والعين قوه تتأكد كل حين . وتتجدد على تقادم السنين . ويزيدها مرّ الليالي جدة * وتقدم الأيام حسن شباب لا يغشى سنا قمرها سحاب نقصان . ولا فصمت عروتها الوثقى يد الحدثان . فيزحزح المولى أيده الله سحابها . ويوثق أسبابها . باسداء الهدايا . واهداء المزايا شعر تملك بعد حبك كل قلبي * فإن ترد الزيادة هات قلبا لكن سمعاً لما أمر به وطاعة . وقبولاً وامتثالاً لما أمر جهد الاستطاعة فشكر الاياديه . وهطلاً لفؤاديه . وسقيا لناديه . وسحقاً لأعاديه . ولا زالت فواضله مغدقة دائمة الهمول وفضائله مشرقة لا يدانيها أفول . والسلام . ومن نظمه قوله مادحاً لقائد أحمد بن يونس وزير الدولة الحسينية الإدريسية ومهنئاً له بالنيروز