مداده . فحار النظر إذ ذاك بين بياض طرته وحالك سواده . ووقف العقل عند تفضيل كل منهما . وحكم حاكم الانصاف أن لا تفاضل بينهما . حيت أقام كل منهما على ما ادعاه البرهان . فعلم المخلص حينئذ إنهما فرسا رهان . فالله تعالى يبقى ناشر لوائه . وفارس بيدائه . راقياً إلى معارج السعود . باقياً بالمعزة والجلالة إلى أن يقوم الناس ليوم مشهود . آمين آمين لا أرضى بواحدة * حتى أضيف لها ألف آمينا هذا وما ذكره المولى بكتابه . وشكاه في طي خطابه . من مقاساته ألم الفراق . واشتياقه إلى ساعات التلاق . فهذه الشكوي . هي عين ما يجده المخلص من البلوى . استغفر الله الأحد . هل ما بالمحب أزيد وأشد . وليس يمكنني شرح الغرام لكم * وكيف يمكن وضع النار في الورق غير إنه إذا تزايد به الشغف . واشتعلت بفؤاده نيران الأسا والأسف . أخذ يتسلى في رياض ذلك الكتاب . ويسلي نفسه بما تضمنه ذلك الخطاب . فيشاهد إذ ذاك ذات مهديه . عندما يمر النظر فيه . لا أستلذ بغير وجهك منظراً * وسوى حديثك لا ألذ سماعا والله المسؤول أن يطوي مشقة البين من البين . ويقربكم في أشرف البقاع العين . إنه الجدير بالإجابة . وولي الانابه . ثم ما شرحه المولى من تلقيه الأهوية التي على خلاف هواه . وتقلبه في حر ذلك السموم اللافح وجوه أعداه . واعتياضه عن الأنهار الجارية بالخوض في بحار العرق . وتشاغله في مسامرة الأنجم الزواهر في جنح الغسق . وعدم وجد إنه فرصة إلى التنزه ولو إلى الأجداث الدوارس . وتعذر إسعافه بخل محادث ومجالس . وإن المملوك يستنشق روائح الأزهار . ويختال في الرياض المحفوفة بالنرجس والبهار . ويتنزه من حديقة إلى حديقه . ويتملى بزخارفها الأنيقه . فوالله إن حر ذلك السموم أطيب عندي من هذا النسيم . والخوض في بحار ذلك العرق أعذب إلي من هذه الأنهار التي يشفى بمائها السقيم . وتنزهي مع ذلك الخل بهاتيك النواحي الجليلة المقدار . أشهى لدي من الجولان بهذه الرياض المحفوفة بأنواع الأزهار . وأسأل الله تعالى . وأرجو فضله الذي لم يزل يتوالى . العود إلى الوطن . والرجوع إلى الاخلآء والسكن . لنتملى بتلك الذات الشريفة . والحضرة المنيفة . والسلام . فأجابه المنلا على المذكور بقوله يا أهيل الحجاز إن حكم الده * ريين قصآء حتم إرادي