responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 420


مزجت فكادت أن تطير وإنما * حبست بنسج الدر في الأقداح تسري بسر الشكر في أسرارنا * لكن يباح بهادم البواح شنف بها الكاسات مع أكياسها * ودع الصحاة وخالفن نصاحي الشيخ داود الأنطاكي الحكيم المشهور بالبصير أعمى قائداه التوفيق والتسديد . ومحجوب كشف عنه غطاؤه فبصر ذكائه حديد أدرك ببصيرته ما لم تدركه أولوا الأبصار . وفطن بمصر فسار صيته في الأمصار . جمع فنون العلم جمعاً أصبح به علماً فرداً . وسرد متونه وشروحه عن ظهر قلب سرداً . إلى أدب بهر بتبيانه . وأظهر حكمة شعره وسحر بيانه . فهو عالم في شخص عالم . وعلم شيدت به دوارس المعالم . واعتنى بالطب فصار به طباً عديماً . وفاق أربابه حديثاً وقديماً . حتى كان يقول لو رآني ابن سينا لوقف ببابي . أو ابن دانيال لاكتحل بتراب أعتابي . وله فيه مؤلفات حرر مطولاتها بباع غير ذي قصر . وهذب موجزاتها ففاقت كل مبسوط ومختصر . منها تذكرة الاخوان . في طب الأبدان . وشرح نظم القانون . المتكفل بحل هذه الفنون . ومختصر القانون وبغية المحتاج وقواعد المشكلات . ولطائف المنهاج . واستقصاء العلل . وشافي الأمراض والعلل . والنزهة المبهجة . في تشحيذ الأذهان وتعديل الأمزجة . وفي غير الطب شرح قصيدة ابن سينا وفي الأدب تزيين الأسواق . بتفصيل أشواق العشاق . إلى غير ذلك وكان قد هاجر في ابتداء حاله إلى مصر فباهى ببحر علمه نيلها . وأنال أهلها فواضل فضل ما كان سواه لينيلها . حتى دب داء الحسد في علمائهم . وثقلت وطأته على هام عظمائمهم . فرموه بالالحاد . وفساد الاعتقاد .
وزعموا أنه يرى رأي القدماء من الفلاسفة والحكماء ويعتقد أن العالم قديم وأن الأرض والسماء لا يطوي لها أديم وما ثبت قديم امتنع عدمه وأن الخلق لا يعاد له أول . وقوله تعالى كما بدانا أول خلق نعيده ونحوه متأول إلى غير ذلك من مقالاتهم وشبهات ضلالاتهم فلما كثر منهم فيه اللغط وعاد ثمر منه قتاداً يخترط ركب متن عزمه على الفرار من ذلك الكمين فخرج منها خائفاً يترقب قال رب نجني من القوم الظالمين .
وتوجه تلقاء البيت الذي من دخله كان آمناً وكان صنع الله تعالى بنجابة ضامنا فألقى عصاه بالبلد الأمين وحل من أهله محل الفريدة من العقد الثمين وخدمه سلطان الحرمين الحسن ابن أبي نمي

420

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 420
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست