responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 409


الشيخ محمد بن أحمد الحثادي المصري أديب رقيق حواشي صقيل الأديم . وهو ريحانة الجليس ولا فخر ومنه مزاج كأس النديم . طلع بدر أدبه في سماء البلاغة وتجلى . وسبق جواد قلمه في ميدان البراعة وجلى . فملك زمام البيان نثراً ونظماً . وأروى بما روى من بديعه وما أظما . مع اتقان لسائر الفنون . وغوص على در الفضل المكنون . خصوصاً على الطب والحكمة . فقد أنفد في معرفتهما أمره وحكمه .
إلا أنه غدا في نهج البطالة وراح . وتوج راحاته بكؤس الراح . فواصل الغبوق والصبوح .
وجري في حلبة اللهو بطرف سابق سبوح . وأنصت المثالث والمثاني . ولم يثنه عن اتباع هواه ثاني . فانحط من أوج الشرف قدره . وخوى من أفق النباهة بدره . وأصبح غرضاً لسهام الملام . مكلوماً بأسنة الكلام شعر جراحات السنان لها التئام * ولا يلتام ما جرح اللسان وذكره السيد محمد كبريت في رحلته فقال تشرفت بالاجتماع به وتحليت بمحاسن أدبه .
فوجدت منه نديماً للسرور مديماً . ونفس حركسي في باب الهيام أديماً . فأزلت بطلعته السنية عن مرآة القلب صدى القسوة والغم . ونلت من حديثه . ما يسلو به الخاطر وينجلي الهم وكنت إذا حدثته أو رأيته * تزول حرارات الصبابة والجوى ولا سيما أن ظل يتلو لمسمعي * أحاديث أرباب الصبابة والهوى ورأيت له حاشية على البيضاوي أتى فيها بالأبحاث الرائقة . والتحقيقات الفائقة . وله رحلة جامعة لفوائد الفوائد . سماها الاسفار عن الاسفار . وديوان شعر جيد النظم والمعنى وتعليقات على فنون الحكمة وسمعت بعض أهل الشام يقدح في شأنه . أو شرف مكانه . وما أظن الحال معهم إلا كما قيل حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه * فالقوم أعداء له وخصوم كضرائر الحسناء قلن لوجهها * حسداً وبغياً إنه لذميم انتهى . ومن نثره العالي الطبقة . ونظمه الذي أرج به الكون وعبقه . قوله في مرجة دمشق .
بصبا المرجة المبلل ذيله . علل القلب على يبرد ويله ومر الروح أن تسيل دموعاً * أن أبى الجفن أن يعينك سيله واذكرن بالرياض يومي حبيب * سلفاً والسلاف ترتع خيله

409

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 409
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست