responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 253


فما ذرّ قرن الشمس حتى تبينت * بعايب نخلاً مشرفاً ومخيما ومرت على أشطان دوقة بالضحي * فما حدرت للماء عيناً ولا فما وما شربت حتى ثنيت زمامها * وخفت عليها أن تجرّ وتكلما فقلت لها قد نلت غير ذميمة * وأصبح وادي البرك غيثاً مديما قال فقلت له ما كنت إلا على الريح فقال يا ابن أخي أن عمك كان اذاهم فعل وهي العجاجة هكذا رواه أبو الفرج الأصبهاني في الجامع الكبير وفي رواية البيت المذيل بعض تغيير كما رأيت والروايات تختلف والله أعلم السيد حسين بن علي بن حسن بن شدقم الحسيني سيد رقى من المكارم ذراها . وتمسك من المحامد بأوثق عراها . دأب في كسب المآثر فتى وكهلاً . وسلك من مسالكها حزناً وسهلاً . فملك جوامحها ذلك المراسن . واجتلا أحاسنها مسفرة المحاسن . وهو ممن دخل الديار الهندية فسطع بها بدره . وعلا صيته وارتفع قدره . ولما اجتمع بالوالد انعقدت بينهما عقود المحبة . والقط كل منهما طائر صاحبه في فح مودته حبه . فتعاطيا كؤوس الوداد اغتباقاً واصطباحاً . وتجاذبا أهداب الاصطحاب مساء وصباحاً . ومن نوادره الحسنة . ونكته المستحسنة . ما جرى له مع الوالد في بعض الأيام . والدنيا إذ ذاك فتاة والدهر غلام . وذلك أن الوالد كان ممن يفضل أبا تمام على المتنبي . ويكشف قناع الترجيح ولا يغبي .
وإذا عذله في ذلك أديب . قال أنا لا أسمع عذلاً في حبيب . وكان السيد المذكور ممن يرى لأبي الطيب الفضل . والمنطق الفصل في الجد والهزل . غير أنه يعرض بذلك عند الوالد ولا يصرح . ويمسك القول به عند المنازعة ولا يسرح . حتى اتفق أن الوالد ركب يوماً متنزهاً إلى بعض الحدائق . وفي صحبته السيد المذكور وجمع من حماة الحقائق . ولما استقربهم الجلوس .
في ذلك المجلس المأنوس . أرسل الوالد يدعوني إلى الحضور . لذلك المحفل المحفوف بالسرور . فركبت إليه في جحفل من العساكر . وسرت مسرعاً لأصابح طلعته الشريفة وأباكر .
فلما قربت من المكان أثارت سنابك الخيل . من الغبار ما ساوى النهار بالليل . فسأل الوالد رافع الأخبار . عن السبب المثير لذلك الغبار . فأنهى إليه الخبر . فقال السيد مبادراً صدق المتنبي وبر . فالتفت الوالد إليه عند ذلك المقال . وقال له ما عنى مولانا بهذا المقال . فقال إن سيدنا لا يزال يفضل أبا تمام . ويرى لأبي

253

نام کتاب : سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر نویسنده : السيد علي صدر الدين المدني ( ابن معصوم )    جلد : 1  صفحه : 253
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست