الطيب نقصاً وله التمام . وأبو الطيب مدح مولانا وولده قبل هذا بنحو من خمسمائة عام . ووصف موكبه هذا وصفاً يعرفه الخاص والعام . حيث قال كأنه شاهد هذا المقام . يشرق الجو بالغبار إذا سار علي بن أحمد القمقام فأي الشاعرين أحق بالتفضيل . وأيهما أشعر على الجملة والتفصيل . فاستحسن الوالد جميع الحاضرين منه هذه النادرة . وأحمد وافي الأدب موارده ومصادره . وله الأدب الذي بهرت فرائده . وصدق منتجعه رائده . على أنه لم يتعاط نظم الشعر إلا بعدما اكتهل . وجاءت فرسان القريض جاهدة وجاء هو مجليهم على سهل . فمن شعره قوله مادحاً الجناب النبوي عليه وآله أفضل الصلاة والسلام أقيما على الجرعاء في دومتي سعد * وقولا لحادي العيس عيسك لأتحدى فإن بذاك الحي الفاً ألفته * قديماً ولم أبلغ برؤيته قصدي عسى نظرة منه أبل بها الصدي * ويسكن ما ألقاه من لاعج الوجد وإلا فقولا يا أمية إننا * تركنا قتيلاً من صدودك بالهند يحن إلى مغناك بالطلح والفضا * ويصبو إلى تلك الأثيلات والرند قفا نندب الأطلال أطلال عامر * ونبكي بها شوقاً لعل البكا يجدي إلى ذات دل يخجل البدر حسنها * مرنحة الأعطاف ميّاسة القد جهنم والفردوس قلبي ووجهها * من الشوق والحسن البديع بلا حد سقاها الحيا ما كان أطيب يومنا * بموردها والحي ورداً على ورد وقد نشرت أيدي الغمام مطارفاً * كستها أديم الأرض برداً على برد وقد رفعت فوق الحزوم سرادقاً * من الشعر والأضياف وفداً على وفد بدوت لحبيها وإلا فإنني * من الساكنين المدن طفلاً على مهد وملت إلى ماء البشام لأجلها * وأعرضت عن ماء مضاف إلى الورد وغادرت نخلاً بالمدينة يانعاً * وملت إلى السرحات من عارضي نجد وحاربت أقوامي وصادقت قومها * وبالغت في صدق الوداد لهم جهدي فلا إثم في حبي لها ولقومها * وإن يك أن اللّه يغفر للعبد ولا سيما أن جيته متوسلاً * بمرسله خير النبيين ذي المجد أبي القاسم المبعوث من آل هاشم * نبياً لارشاد الخلائق بالرشد