بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الأول بلا بداية والآخر بلا نهاية حمدا نوافي به مزيد نعمه ونستكفيه طوارق نقمه والصلاة والسلام الأتمين على سيدنا محمد قرة كل عين وعلى آله وصحبه ذوي النفوس الزكية والسير المرضية ( وبعد ) فان علم التاريخ بسائر أقسامه من العلوم التي لا تجهل مكانة فضله ولا يختلف اثنان في وجوب حمله ونقله تواطأ على تدوينه كل الأمم في كل الأعصار وجابوا للوقوف على حقائقه الفيافي والأمصار وفن سير الرجال مه على تنوع طبقاتهم إحدى حسنائه وديوان خيراته ومبراته لأنه ضالة النشيد وبيت القصيد وهذا كتاب سماه مؤلفه رحمه الله « سلافة العصر في محاسن الشعراء بكل مصر » طوف لجمعه آفاق البلاد وأغمض في اقتناص شوارده كل حاضر وباد فأورد فيه من تراجم المريع والمتشوف إلى قصار فصول كلامهم البديع مع ذكره وفياتهم ومؤلفاتهم وسيرهم في مذاهبهم وعاداتهم نزع فيه منزع الثعالبي في يتيمة الدهر وأبي الحسن الباخرزي في دمية القصر يتصرف الناظر فيه بين نثره وشعره من مطبوع إلى مصنوع ومن محاورة إلى مفاخرة ومن تشبيهات مصيبة إلى اختراعات في فنون الكتابة عجيبة يصب إليها القلب والطرف ويقطر منها ماء الملاحة والظرف وكان قد شرع بطبعه سعادة عزيز بك زند صاحب جريدة المحروسة ومحررها في المطبعة الأديبة بمصر فقدر الله تعالى مخدرات بيوته أن تستر طول هذا الزمن بموت صاحب المطبعة ( رحمه الله ) ولم يكمل إلى أن تذاكرت مع سعادة الطابع المومى إليه في شأن اتمامه فأجاب الطلب فهاكه أيها المؤيد والموفق وهو حسبنا ونعم الوكيل .
كتبه محمد أمين الحانجي الكتبي لمصر

2