لمن ذكر المعاد ، وعمل للحساب ، وقنع بالكفاف . ثم التفت رضي اللَّه عنه إلى أصحابه ، فقال : أما إنهم لو تكلَّموا لقالوا : وجدنا خير الزاد التّقوى . < فهرس الموضوعات > [ علي ع يصف الدنيا ] < / فهرس الموضوعات > [ علي ع يصف الدنيا ] وذمّ رجل الدنيا بحضرة علىّ رضي اللَّه عنه ، فقال : دار صدق لمن صدقها ، ودار نجاة لمن فهم عنها ، ودار غنى لمن تزوّد منها ، مهبط وحى اللَّه ، ومصلَّى ملائكته ، ومسجد أنبيائه ، ومتجر أوليائه ، ربحوا فيها الرحمة ، واكتسبوا فيها الجنة ، فمن ذا يذمّها ، وقد آذنت ببينها ، ونادت بفراقها ، وذكَّرت بسرورها السرور ، وببلائها البلاء ، ترغيبا وترهيبا ، فيأيّها الذامّ لها ، المعلَّل نفسه بغرورها ، متى خدعتك الدّنيا ؟ أم بماذا استذمّت إليك [1] ، أبمصرع آبائك في البلى ؟ أم بمضجع أمهاتك في الثرى ، كم مرّضت بكفيّك ، وكم عللت بيديك ، تطلب له الشفاء ، وتستوصف الأطباء ، غداة لا ينفعه بكاؤك ، ولا يغنى دواؤك . < فهرس الموضوعات > [ من قصار كلام علي ع ] < / فهرس الموضوعات > [ من قصار كلام علي ع ] فقر من كلامه رضي اللَّه عنه : [ البشاشة فخ المودة . والصبر قبر المغبون . والغالب بالظلم مغلوب . والحجر المغصوب بالدار رهن بخرابها . وما ظفر من ظفرت به الأيام . فسالم تسلم ] . رأى الشيخ خير من مشهد الغلام [2] . الناس أعداء ما جهلوا . بقية عمر المؤمن لا ثمن لها ، يدرك بها ما أفات [ ويحيى ما أمات ] . نقل هذا الكلام بعض أهل العصر ، وهو أبو الفتح علىّ بن محمد البستي [3] .
[1] استذمت إليك : فعلت ما تذمها عليه - وفي نسخة « استدنت إليك » ( م ) [2] مشهد الغلام : ما يشهده ويراه رأى العين [3] علي بن محمد ، ويقال ابن أحمد كما ذكر ياقوت في معجم الشعراء - شاعر ، كاتب مات في بخارى سنة 400 ، وفي أبى الفتح البستي يقول عمران بن موسى : < شعر > إذا قيل أي الأرض في الناس زينة أجبنا وقلنا : أبهج الأرض بستها فلو أنني أدركت يوما عميدها لزمت يد البستي دهرا وبستها < / شعر >