responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 327


قال : إنما يشتاق العبد ؛ لأنه يتعذّر عليه لقاء مولاه ، وأما السيّد فمتى أراد عبده دعاه .
وقال له المتوكل : من أسخى من رأيت ؟ قال : ابن أبي داود ، قال المتوكَّل :
تأتى إلى رجل رفضته فتنسبه إلى السخاء ؟ قال : إنّ الصدق يا أمير المؤمنين ليس في موضع من المواضع أنفق منه في مجلسك ؛ وإنّ الناس يغلطون فيمن ينسبونه إلى الجود ؛ لأنّ سخاء البرامكة منسوب إلى الرشيد ، وسخاء الفضل والحسن ابني سهل منسوب إلى المأمون ، وجود ابن أبي داود منسوب إلى المعتصم ؛ فإذا نسب الناس الفتح وعبيد اللَّه ابني يحيى إلى السخاء فذلك سخاؤك يا أمير المؤمنين ، قال :
صدقت ؛ فمن أبخل من رأيت ؟ قال : موسى بن عبد الملك ، قال : وما رأيت من بخله ؟ قال : رأيته يخدم القريب كما يخدم البعيد ، ويعتذر من الإحسان كما يعتذر من الإساءة ، فقال له : قد وقعت فيه عندي مرتين ، وما أحبّ لك ذلك ؛ فألقه واعتذر إليه ، ولا يعلم أنّى وجهت بك ، قال : يا أمير المؤمنين ، من يستكتمنى بحضرة ألف ؟ قال : لن تخاف ، قال : على الاحتراس من الخوف .
فصار إلى موسى فاعتذر كلّ واحد منهما إلى صاحبه ، وافترقا عن صلح ؛ فلقيه بعد ذلك بالجعفرى ، فقال : يا أبا عبد اللَّه ، قد اصطلحنا ، فمالك لا تأتينا ؟
قال : أتريد أن تقتلني كما قتلت نفسا بالأمس ؟ فقال موسى : ما أرانا إلا كما كنا .
وقال له المتوكل : إبراهيم بن نوح النصراني واجد عليك ، قال : ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتّبع ملتهم ! قال : إن جماعة من الكتاب يلومونك ! فقال :
< شعر > إذا رضيت عنّى كرام عشيرتي فلا زال غضبانا علىّ لئامها < / شعر > قال المتوكل له : أكان أبوك في البلاغة مثلك ؟ قال : لو رأى أمير المؤمنين أبى لرأى عبدا له لا يرضانى عبدا له .

327

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست