responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 310


ومن عرانا ما يحله ، ومن أعراضنا ما يستحلَّه ؛ بلغني أنه - أدام اللَّه عزّه ! - استزاد صنيعته ، وكنت أظنني مجنيّا عليه ، مساء إليه ، فإذا أنافى قرارة الذّنب ، وبمثابة العتب ، وليت شعري أىّ محظور في العشرة حضرته ، أو مفروض من الخدمة رفضته ، أو واجب في الزيارة أهملته ؟ وهل كنت إلا ضيفا أهداه بلد شاسع ، وأدّاه أمل واسع ، وحداه فضل وإن قلّ ، وهداه رأى وإن ضلّ ، ثم لم يلق إلَّا في آل ميكال رحله ، ولم يصل إلَّا بهم حبله ، ولم ينظم إلا فيهم شعره ، ولم يقف إلا عليهم شكره ؛ ثم ما بعدت صحبة إلا دنت مهانة ، ولا زادت حرمة إلا نقصت صيانة ، ولا تضاعفت منة إلا تراجعت منزلة ، ولم تزل الضّعة بنا حتى صار وابل الإعظام قطرة ، وعاد قميص القيام صدرة ، وذلك التقرب أزورارا ، وطويل السلام اختصارا ، والاهتزاز إيماء ، والعبارة إشارة ؛ وحين عاتبته آمل إعتابه ، وكاتبته أنتظر جوابه ، وسألته أرجو إيجابه ، أجاب بالسكوت ، وأعتب بالقنوت ، فما ازددت إلَّا له ولاء ، وعليه ثناء ؛ لا جرم إني اليوم أبيض وجه العهد ، واضح محجّة الودّ ، طويل عنان القول ، رفيع حكمة العذر ؛ وقد حمّلت فلانا من الرسالة ما تجافى عنه القلم ؛ والأمير الرئيس أطال اللَّه بقاءه ينعم بالإصغاء لما يورده موفقا إن شاء اللَّه .
وله إليه في هذا الباب :
أنا في خدمة الأمير الرئيس - أطال اللَّه بقاءه ! - مترجّح بين أن أشربها رنقة ولا أسيغها ، وألجلج منها مضغة ولا أجيزها ، وبين أن أطويها على عرّها ، ولا أرتضع أخلاف درّها .
< شعر > فلا نفسي تطاوعنى لرفض ولا هممى توطَّننى لخفض < / شعر > وبقى أن أقرصه بأنامل العتب ، وأحشمه بألحاظ العذل ، وأعرفه أنى ما أطوى مسافة مزار إلَّا متجّشما ، ولا أطأ عتبة دار إلا متبرّما ؛ ولست كمن يبسط يده مستجديا ، أو ينقل قدمه مستعديا ؛ فإن كان الأمير الرئيس - أيّده اللَّه ! - يسرح طرفه منّى في طامح أو طامع ، فليعد للفراسة نظرا .

310

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 310
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست