responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 31


ذلك الجيل . ولو أن الخوارزمي دوّن بدوره تلك المناظرة لرأينا وجهين في بسط ذلك الحادث الأدبي ، واستطعنا أن نستخلص من مقابلة النصين نفس الرجلين ، ولكن الهمذاني تكلم وحده ؛ فعرفنا فقط مبلغ زهوه وكبريائه وطمعه في كبت كاتب كان يومئذ على رأس الكاتبين .
أما خصومة التوحيدي لابن عباد فترجع فيما ذكر كتاب التراجم إلى سبب مادي ، وذلك أن التوحيدي رغب في مال ابن عباد وجاهه ، فضاق عنه صدر هذا ، فكتب التوحيدي كتابه « أخلاق الوزيرين » وهو كتاب جارح كشف به عورات ابن العميد وابن عباد . ثم عاد إليهما بالتجريح أيضا في كتابه « الإمتاع والمؤانسة » وأسلوبه في الهجاء أسلوب خطر فظيع ؛ إذ يختلق الحوادث والإشارات وينطفهما برسائل ومقطوعات تهوى بهما إلى الحضيض . ويعتبر التوحيدي من الوجهة الفنية رجلا خصب الذهن ، غنى اللغة ، وافر المحصول ، قوى الخيال .
وقد تنبه المتأدبون إلى تحامل التوحيدي وإسرافه في التعصب والتحامل وشاع الاعتقاد بأن كتابه « أخلاق الوزيرين » كتاب مشئوم ، لا يملكه أحد إلا انعكست أحواله ، ويذكر ابن خلكان أنه جرب هذا وجر به من يثق به [1] فإذا صح هذا الوهم كان التوحيدي قد عوقب على بغيه وظلمه وبهتانه ؛ فقد أنظر الصاحب بن عباد بعبارات مخجلة يندى لها وجه القارى ، وينفر منها الطبع والذوق ، وإن كانت وضعت بأسلوب شائق خلاب .



[1] ارجع إلى « وفيات الأعيان » ج 2 ص 270

31

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 31
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست