< شعر > سائلا الرّبع بالبلىّ وقولا هجت شوقا لي الغداة طويلا أين أهل حلَّوك إذ أنت مسرو ربهم آهل أراك جميلا قال : ساروا ، وأمعنوا ، واستقلَّوا وبكرهى لو استطعت سبيلا سئمونا وما سئمنا مقاما واستحبّوا دماثة وسهولا [1] < / شعر > وهاهنا حكاية تأخذ بطرف الحديث ، دخل مزيد المدني على مولى لبعض أهل المدينة ، وهو جالس على سرير ممهّد ، ورجل من ولد أبى بكر الصديق وآخر من ولد عمر - رضي اللَّه عنهما ! - جالسان بين يديه على الأرض ؛ فلما رأى المولى مزيدا تجهّمه ، وقال : يا مزيد ما أكثر سؤالك ! وأشدّ إلحافك ! جئت تسألني شيئا ؟ قال : لا واللَّه ، ولكني أردت أن أسألك عن معنى قول الحارث بن خالد : < شعر > إنّى وما نحروا غداة منى عند الجمار تئودها العقل لو بدّلت أعلى منازلها سفلا وأصبح سفلها يعلو < / شعر > فلما رأيتك ورأيت هذين بين يديك عرفت معنى الذي قال . فقال : اعزب في غير حفظ اللَّه ! وضحك أهل المجلس . وأخذ الحارث قوله : < شعر > لعرفت مغناها بما احتملت منى الضلوع لأهلها قبل < / شعر > من قول امرئ القيس ؛ قال علي بن الصباح ورّاق بن أبي محلم قال لي أبو محلم : أتعرف لامرىء القيس أبياتا سينية قالها عند موته في قروحه والحلة المسمومة ، غير قصيدته التي أولها :
[1] في الطبعة الثالثة من كتاب « حب ابن أبي ربيعة وشعره » شذرات مهمة عن الحارث بن خالد المخزومي ، الذي وقف شطرا من حياته وجاهه في مغازلة لحسان ، وأخباره مع عائشة بنت طلحة تعين مذاهبه في الحياة الوجدانية .