responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 28


وهي عبارة مأخوذة من قول الثعالبي في وصف آثار السرى الرفاء :
« كأنها أطواق الحمام ، وصدور البزاة البيض ، وأجنحة الطواويس ، وسوالف الغزلان ، ونهود العذارى الحسان ، وغمزات الحدق الملاح » وكذلك يمكن رد أكثر التعابير الوصفية التي يغرم بها كتاب الصنعة في العصر الحاضر من أمثال الأساتذة : صادق عنبر ، ومحمد السباعى ، ومحمد هلال وكان القرن الرابع يؤدى للقرون التي تلته ما أخذه عن القرون التي سبقته ، فقد كان كتّابه مولعين بحل الشعر لا يرون معنى بديعا ، ولا حيالا طريفا إلا اقتبسوه ، وأضافوه إلى ثروتهم النثرية وقد أشاع كتاب القرن الرابع نظرية ( الفن للفن ) وإن لم يدركوا ما لهذه النظرية من الأوضاع والتقاليد ؛ فقد عودوا القراء تذوق الكتابة البديعة ، وحببو إليهم النثر المصنوع ، فأصبح المتأدبون يتأملون مواقع الألفاظ وقرار التراكيب ، وصارت فنون البديع من تورية وجناس وطباق أصولا فنية يجد القارئ لذة ومتعة حين يراها وقعت موقعا حسنا وأصابت الغرض الذي وضعت له ، ولو كان غرضا لفظيا لا يتوقف عليه تمام المعنى المقصود ولكن أليس لهذا الزخرف قيمة في فهم ذلك العصر ؟ بلى ، إنه يدلنا على أن أولئك الناس عرفوا لغتهم معرفة جيدة ، ووقفوا على أسرارها وطرائق تعبيرها ، وكان همهم أن يرتبوا الألفاظ والمعاني والتعابير والأخيلة ، حتى استطاع كاتبهم أن يحشر أرباب الصناعات في صعيد واحد ثم ينطقهم بأسرار البلاغة ، كل على طريقته وبأسلوبه الذي يختاره في مقر مهنته ومهد عمله . وما نحسب كتاب القرون الأولى مثلا كانوا يفكرون في جمع شتات اللغة لتصبح طوع أفكارهم وأقلامهم ، وإنما كانوا قوما يكتفون في سبيل الوصول إلى أغراضهم بالعبارة

28

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 28
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست