responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 163


كلام هو السّحر الحلال ، والماء الزّلال ، والبرود والحبر ، والأمثال والعبر ، والنعيم الحاضر ، والشباب النّاضر .
نظرت منه إلى صورة الظَّرف بحتا ، وصورة البلاغة سبكا ونحتا ، ألفاظ هي خدع الدهر ، وعقد السحر .
كلام يسرّ المحزون ، ويسهّل الحزون [1] ، ويعطل الدرّ المخزون . كلام بعيد من الكلف ، نقىّ من الكلف [2] كلام كما تنفس السّحر عن نسيمه ، وتبسم الدرّ عن نظيمه . ألفاظ تأنّق الخاطر في تذهيبها ، ومعان عنى الفهم بتهذيبها . ألفاظ حسبتها من رقّتها منسوخة في صحيفة الصّبا ، وظننتها من سلاستها مكتوبة في نحر الهوى .
كلام كالبشرى بالولد الكريم ، قرع به سمع الشيخ العقيم .
كلام قرب حتى أطمع ، وبعد حتى امتنع ، وقرب حتى صار قاب قوسين أو أدنى ، ثم [ سما و ] علا حتى صار بالمنزل الأعلى . رقيق المزاج ، حلو السماع ، نقىّ السّبك ، مقبول اللَّفظ . قرأت لفظا جليّا ، حوى معنى خفيّا ، وكلاما قريبا ، رمى غرضا بعيدا . لو أنّ كلاما أذيب به صخر ، أو أطفىء به جمر ، أو عوفي به مريض ، أو جبر به مهيض [3] لكان كلامه الذي يقود سامعيه إلى السجود ، ويجرى في القلوب كجرى الماء في العود . ألفاظه أنوار ، ومعانيه ثمار . كلامه أنس المقيم الحاضر ، وزاد الراحل المسافر . كلامه يصغى إليه المقبور ، وينتفض له العصفور . كلام يقضى حقّ البيان ، ويملك رقّ الحسن والإحسان ، كلام منه يجتنى الدّر ، وبه يعقد السّحر ، وعنده يعتب الدهر [4] وله ينشرح الصدر .



[1] الحزون : جمع حزن - بفتح الحاء - وهو ما غلظ من الأرض .
[2] الكلف : نمش في الوجه ، لم تسلم منه صفحة القمر !
[3] مهيض : مكسور
[4] يعتب : يصفو ، من أعتب إذا ترضى وأزال أسباب العتب

163

نام کتاب : زهر الآداب وثمر الألباب نویسنده : إبراهيم بن علي الحصري القيرواني    جلد : 1  صفحه : 163
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست